يوم تاريخي بحرفيّة التفاصيل، يوم توجه به الأردنيون لصناديق الاقتراع يختاروا يومهم وغدهم، يختاروا المضي بالتحديث السياسي بعمق ديمقراطي من خلال صناديق الاقتراع، بأقل عدد من المخالفات الانتخابية وفقا لرئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب المهندس موسى المعايطة، الذي أكد أن مخالفات الأمس كانت أقل عددا وأقل خطورة من سنوات سابقة، ليكون يوما تاريخيا نموذجيا نجحت به الهيئة وتفوّق الأردنيون.
أمس، دخل الأردن مرحلة جديدة من الحياة السياسية، فهي المرة الأولى بتاريخ الأردن تحضر بها الأحزاب كما حضرت في انتخابات 2024، في القوائم العامة، وكذلك في القوائم المحلية، حيث أعلنت عدد من الأحزاب أنها تخوض الانتخابات بقوائم محلية إضافة للعامة، هي سابقة بحضور الأحزاب، وكذلك في العملية الانتخابية بتفاصيلها كاملة، بدءا من الساعة السابعة صباحا حيث بدأت عملية الاقتراع، وحتى إغلاق صناديق الاقتراع، بخطى دقيقة وعملية، وبأخطاء بسيطة تكاد لا تُذكر، ففي القول إن الأمور سارت على وجه الدقة والنموذجية، القول الحسم بمجريات يوم أمس، الذي عاش به الأردن حالة من الوطنية الاستثنائية والتي لا تشبه سوى الأردن والأردنيين.
انتهى يوم الاقتراع، أغلقت بنهاية ساعاته صناديق الاقتراع اقتراعا وفرزا، لتطوى بذلك صفحة انتخابات 2024، وتتضح الصورة في مخرجات عمل استمر لأشهر، وصولا لنهاية ماراثون الانتخابات النيابية للمجلس النيابي 20، ويعلو صوت المواطن في اختياره من رآه مناسبا، أن يكون في العبدلي خلال الأربع سنوات القادمة، ومن يستطيع أن يتعامل مع ظروف المرحلة الحالية التي تعد مرحلة دقيقة وحساسة، وتحتاج مجلسا قادرا على التعامل مع ظروف المرحلة وملفاتها، انتهى يوم العاشر من أيلول، على وقع إصرار المواطنين على الاقتراع، وبسرعة نحو تغيير هو الأول من نوعه بتاريخ المملكة بحضور الأحزاب.
تبدأ بعد العاشر من أيلول مرحلة جديدة، أكثر حراكا سياسيا ونيابيا، وأعمق حزبيا، وأنضج شبابيا ونسائيا، مرحلة ما بعد «الاختيار» مرحلة ما بعد «الانتخابات» تحدد شكلا مختلفا للقادم، بتفاصيل إيجابية يجني بها المواطن مخرجات اختياراته، وتبدأ مرحلة جديدة تؤكد على أن الأردن قادر، وأن المسيرة تستمر، متجاوزين أهم خطى التحديث السياسي بنجاح، بانتظار مجلس نيابي قادر على تحمّل مسؤوليات المرحلة وظروفها، مرحلة جديدة هامة لكنها امتداد لما كان هاما بل أهم، وحتما ستكون مليئة بالمنجزات وبواقع سياسي حزبي ناضج، يقود للكثير من المستجدات في المشهد السياسي الأردني.
انتهى يوم الاقتراع، بكل نجاح وحُسن أداء، ولم تنته تبعاته بل على العكس بدأت بانتهائه مرحلة جديدة، تتسم بالكثير من الإيجابيات، برؤى مختلفة، تحضر بها الأحزاب والشباب والمرأة، بشكل أكثر قوة، وبحضور عملي، برلمانيا، وفي المشهد المحلي، لتبدأ مرحلة جديدة بحرفيّة المعنى، أوجدها المواطن بصوته وبنسبة مشاركة في الانتخابات جيدة، ليخطّ في الحبر الانتخابي سطرا جديدا في تاريخ الوطن إنجازا وتميزا.
لتكن البداية اليوم بمرحلة جديدة نبدأها بتسجيل فخرنا بالوطن الذي انتزع حدثا هاما نجح به بإجراء الانتخابات النيابية وسط اضطرابات تحيطه جغرافيا ، ناهيك عن الحرب على أهلنا في غزة، ليتمكن من إجراء الانتخابات بنجاح، واضعا ملامح مرحلة إيجابية قادمة لغد مليء بالمنجزات النيابية والسياسية وحتما اقتصادية وإدارية.