زاد الاردن الاخباري -
في مدينة معان وُلدت فكرة غير اعتيادية لأسرة صغيرة، تتكون من صالح أبو عودة وزوجته فاطمة عناني، إلى جانب ولديهما علي (10 سنوات) ونوح (6 سنوات) كانت خيوط الحياة تتشابك ليكون لها تأثير ضخم في ثقافات بعيدة، وتحديدًا في اليابان. فقبل ست سنوات، أطلقوا قناة على يوتيوب تُدعى "عرب في اليابان"، لتكون جسرًا ثقافيًا بين الأردن واليابان.
وتقدم هذه العائلة عبر قناتهم مقاطع تعكس الثقافة الأردنية، بل وتتجاوز ذلك لتتحدث عن الثقافات العربية واليابانية بجرأة وعفوية ويرتدون الملابس التقليدية الأردنية واليابانية، ما يضيف لمسة أصيلة لتجربتهم الفريدة. لكن ما يجعل القناة أكثر تميّزًا هو أن الطفلين، علي ونوح، ورثا ملامح يابانية بسبب جذور والدهم، وهو ما يُعزز من جاذبية القناة؛ حيث يتحدثان العربية واليابانية بطلاقة .
وتقول فاطمة في حديث لوكالة الأنباء الأردنية " بترا " لباس أبنائي، سواء العربي أو الياباني، وطلاقتهم في اللغتين، جعلت من رسالتنا تصل إلى كل بيت، وفهمها المشاهدون سواء كانوا عرباً أو يابانيين." وتؤكد أن الثقافة الأردنية تحظى بتقدير كبير في اليابان، حتى أن نساء يابانيات طلبن منها تعليمهن طرق إعداد المنسف والمقلوبة، وهو ما يُعَدُّ إنجازاً كبيراً.
وتروي فاطمة كيف بدأت فكرة القناة عندما انتقلت إلى اليابان، حيث واجهت صدمات ثقافية ولغوية. فتحت عينيها على الفجوة الثقافية، وقررت مع زوجها وصغارها تجسير هذه الفجوة من أنشاء القناة وكل مرّة نختار موضوعاً لنعرضه باللغتين، ونعلم اللغة العربية واليابانية، كما نقدم النصائح التي تساعد العرب في اليابان على التعامل مع مختلف القضايا الثقافية."
لكن اللغة تبقى العائق الأكبر لهم. تقول فاطمة: "الكثير من اليابانيين لا يتحدثون الإنجليزية، لذلك قررنا تقديم دروس في اللغة اليابانية عبر قناتنا."
وتقول فاطمة "جاراتي اليابانيات تعلمن أهمية التجمعات العائلية، وهي عادة غير موجودة في اليابان. والآن أصبحنا نلتقي يومياً بدون مواعيد مسبقة."
واشارت الى ان من اكثر الاكلات التي يهتم بها اليابانيون المنسف خاصة وانه يطبخ باللبن وهو غريب عليهم لان اليابانيين يعتبرون اللبن كنوع من الحلويات.
وقالت اننا نحاول تسليط الضوء على العرب في اليابان وخاصه الاردنيين وعرض المنتجات الاردنيه مشيرة الى انه وبعد نشر الثقافة الأردنية فإن شخصا اردنيا بدأ بفتح مطعم اكلات اردنيه سيبدأ عمله قريبا في طوكيو.
يشار الى انه كل عام، تعود العائلة إلى الأردن لتقضي شهرين في مدينة معان، حيث يستمتع الأب بالراحة من عمله كموظف في اليابان. وتعتبر فاطمة بأن هناك قواسم مشتركة بين الأردنيين واليابانيين، مثل احترام الضيف وكبار السن. ففي اليابان، كلما ابتعدت عن طوكيو، كانت هذه القيم تكبر وتجعل احترام الرأي يحظى بمكانة أعلى.