أمس الأول شهد ما عُرف «بالعرس الانتخابي» لانتخاب مجلس نواب بصيغة مختلفة عن السابق، لتكون هذه الدورة بذرة للوصول الى حكومة برلمانية منتخبة في المستقبل، حيث كانت هناك احزاب وقوائم انتخابية التصويت لها يكون للحزب نفسه، وكأي انتخابات حول العالم شابها بعض المخالفات التي سيطرت عليها الهيئة المستقلة للانتخابات بشكل او بآخر.
اللافت في انتخابات العام الحالي، سلاسة التصويت وقلة التجمعات في مراكز الاقتراع، مع الاستعداد الامثل الذي قامت به الهيئة لتفادي اي امور خارجة عن المقبول ومنع وقوع اي تجاوزات بالحد الاقصى، وحتى ان وقع بعضها فقد كان محدودا مقارنة بالدورات السابقة.
بالتأكيد كان لحملات التوعية التي بدأتها الجهات الرسمية مبكرا اثر كبير، والتي وجهت بالاساس للمرشحين الذين بعضهم يرى في عملية التحشيد له ولانتخابه الطريق الاقصر للوصول تحت قبة البرلمان، وبالطبع هذا السلوك من شأنه شحذ الذين يهتمون بالنتيجة اكثر من المرشح احيانا بنهج سلوك غير مقبول اجتماعيا، ليربك بذلك كافة الجهات الامنية وتلك القائمة على الاشراف على العملية الانتخابية، الا ان التعامل مع هذه المخالفات كان بالشكل السريع والامثل حتى لا تتوسع او تزداد في هذه المحافظة او تلك.
صحيح ان امس الاول شهد تحضر بعض المؤيدين ان صح التعبير لهذا المرشح او ذاك لجذب الاصوات لمرشحه، لكن كان هذا الامر تم حصره بشكل ملموس، كما كان حظر المبالغة في الاحتفال بالفائزين بمقاعد نيابية امس تحت نظر الامن العام الذي قام مشكورا بالحد من عمليات اطلاق الاعيرة النارية او تعطيل حركة السير وغير ذلك من ممارسات تربك الشوارع والمارة.
اضافة الى ذلك صباح الامس كانت حركة نشطة في الشوارع والطرفات لنزع اليافطات الدعائية التي اسهمت بالعديد من المشكلات على رأسها التلوث البصري ولفت انتباه سائقي السيارات بشكل قد يؤدي الى حوادث سير، عدا عن انها في بعض مسارات الشوارع كانت تعيق القيادة، فلذلك كان ضروريا الاشادة بأمانة عمان التي سخرت طواقمها للتخلص من هذه اليافطات في وقت قياسي.
كان مشهدا حضاريا بمنظوره العام، وتجربة مقدرة، وحتى النتائج كانت مرضية الى حد ما، وان تخللها بعض التجاوزات فهذا حال اي انتخابات حول العالم.
والان يأتي دور الفائزين للانتخابات حتى يخرجوا لنا مجلسا نيابيا قادرا على حمل المهمة الوطنية الكبيرة، ولديه الاستطاعة للقيام بدوره التشريعي والقانوني بالشكل الامثل.
كل دورة انتخابية وأردننا بخير، ونأمل من الله تكرار التجربة وتوسعها بشكل حضاري وقانوني.