وثائق من تاريخنا:الأردن يدعم خطوات أبوظبي الاتحادية على ضفاف الخليج

زاد الاردن الاخباري -

من ذلك التاريخ البعيد، ومن أصل الروح، ومن ذاكرة الزمن تقدم لكم صفحات جريدة «الاتحاد» -بالتعاون مع المركز الوطني للوثائق والبحوث التابع لوزارة شؤون الرئاسة-، قصصا وأحداثاً من أرشيف قصر الحصن، والأرشيف البريطاني والأميركي، التي أفرج عنها تباعاً، كنز يستحق الوقوف عنده، والتأمل في تفاصيله التي كونت هذا الجسد الذي أصبح يُعتد به بين أمم تراه منارة يسعون إليها، ولأبنائه مفخرة يزهون بها.

برقيات دبلوماسية أميركية ترصد الموقف الإيجابي للمملكة بشأن الاتحاد

الأردن يدعم خطوات أبوظبي الاتحادية على ضفاف الخليج


ربطت دوما علاقات متميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية ، منذ البدايات الأولى. وجمعت بين القيادتين التاريخيتين للبلدين، وشعبيهما، الكثير من العوامل المشتركة، التي عززت العلاقات على مختلف الصعد.

وقد كانت الأردن من أولى الدول التي قدمت التهنئة بعد إعلان الاتحاد بين إمارتي أبوظبي ودبي في عام 1968.

وكان المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي، قد وقعا يوم 19 فبراير عام 1968، اتفاقية اتحاد مشترك، بعد مباحثات تركزت على بحث سبل حفظ السلام والاستقرار في منطقة الخليج.

وبحسب برقيات دبلوماسية أميركية، سارع العاهل الأردني الملك حسين بن طلال فأرسل برقية تهنئة لحاكمي أبوظبي ودبي، بعد يومين من توقيع الاتفاقية.

وتقول إحدى تلك البرقيات إنه في اليوم نفسه، تم التطرق للموضوع خلال اجتماع بين الملك حسين والسفير الأميركي لدى الأردن والثري الأميركي الشهير ديفيد روكفلر.

وتشير البرقية إلى أن الملك حسين قال خلال الاجتماع إنه يدعم تشكيل ذلك الاتحاد. وشرح أنه من أوائل القادة العرب الذين زاروا المنطقة، وأنه موضع ثقة قادتها باعتباره زعيماً عربياً حقيقياً يهمه فقط مصالح المنطقة.

وتضمنت الوثيقة الدبلوماسية الأميركية نص برقية للعاهل الأردني أرسلتها السفارة الأميركية في عمان بتاريخ التاسع من مارس 1968، إلى مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن ولبعثاتها في الظهران والكويت وجدة ولندن.

ويقول الملك حسين فيها بحسب النص المترجم للإنجليزية “بمناسبة إقامة الاتحاد بين إمارتي دبي وأبوظبي، يسعدني أن أرسل إلى سموكما خالص التهاني وأطيب المنى بالأصالة عن شخصي وعن الشعب الأردني الذي يحيي هذه الخطوة المباركة ببهجة وسعادة بالغة.. وهي خطوة تمثل جهدا مخلصا لبناء بلدكم كحجر زاوية تقوم عليه الوحدة العربية التي نتطلع إليها جميعا”.

وأعرب العاهل الأردني عن ثقته في أن هذا الاتحاد السعيد “سيتحقق بمشيئة الله العلي القدير وأنه سيمنح الرخاء للبلدين الشقيقين، اللذين سعدنا بزيارتهما من قبل.”

وأعرب العاهل الأردني عن بالغ سعادته بالعلاقات الوثيقة التي تربطه مع حاكمي وشعبي أبوظبي ودبي. وقال لهما “إن بلدكما الأردن مستعد للوقوف إلى جانبكما للمساعدة في أداء مهامكما بكل ما يمكننا تقديمه إليكما”.

ثم ختم الرسالة قائلا “لنبتهل إلى الله أن يبارك البلدين الشقيقين والأمة العربية”.

وبعد هذه البرقية بأيام، أصدر رئيس الوزراء الأردني بهجت التلهوني بيانا في هذا الشأن يوم 29 فبراير ، قال فيه وفق النص الإنجليزي “تلقت الحكومة الأردنية ببالغ التقدير والرضا، نبأ تشكيل الاتحاد بين إمارات الخليج العربي الشقيقة. وإذ انتهز الفرصة للإعراب عن سروري بالاتحاد الفيدرالي وهذه الخطوة صوب الوحدة، فإنني أدعو الله أن يكتب لهذا الاتحاد التوفيق والرخاء وان يفتح الطريق أمام العرب كافة من أجل الوحدة والعمل المشترك لصالح الوطن العربي الكبير والعالم كله.”

وقد استمر تطور العلاقات الودية بين الجانبين في شتى المجالات. وعندما تم إعلان استقلال دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الثاني من ديسمبر 1971، كانت الأردن أيضا من أوائل الدول التي سارعت بتقديم التهنئة.

وأعلنت الحكومة الأردنية في اليوم ذاته الاعتراف بدولة الإمارات العربية المتحدة، ورحبت بإنشاء علاقات دبلوماسية كاملة معها.

وقال راديو عمان في هذا اليوم إن السيد عبدالله صلاح وزير الخارجية الأردني أرسل برقية إلى وزير الخارجية في دولة الاتحاد بهذا الشأن هذا نصها:

لقد تلقت حكومة المملكة الأردنية الهاشمية بمزيد من السرور والغبطة قرار إعلان استقلال دولة اتحاد الإمارات العربية الشقيقة.. إن الحكومة الأردنية إذ ترحب بقرار استقلال دولة اتحاد الإمارات العربية تعلن لكم اعترافها بالدولة الشقيقة وترحيبها بإنشاء علاقات دبلوماسية كاملة معها على مستوى السفراء مؤمنة بأن دولة اتحاد الإمارات العربية ستكون عضواً فعالاً وخيراً في المجموعة العربية وعنصر تضامن وتكاتف مع بقية الدول العربية من أجل انتصار قضايا العرب القومية وتحقيق وحدتهم وازدهارهم، كما أن الحكومة الأردنية واثقة كل الثقة بأن الدولة الفتية ستساهم مساهمة إيجابية وأكيدة في المجتمع الدولي خدمة للمبادئ الإنسانية ونصرة للسلام العالمي القائم على العدل.

علاء الدين علي ملحم


المصدر : الاتحاد الاماراتية