زاد الاردن الاخباري -
سبق لمستشار العمارة والتصميم الحضري الدكتور مراد الكلالده أن إنتقد الإقتراح المقدم من قبل رئيس الوزراء د . بشر الخصاونة والقاضي بإنشاء جسر يربط صويلح بمرج الحمام مرفوع فوق شارع الملك عبد الله الثاني، والمعروف أيضاً بشارع المدينة الطبية، وذلك بسبب صعوبة التنفيذ وإرتفاع الكلفة والأثر البصري السيء على المباني القائمة على طول الشارع. ولم يكتفي الدكتور الكلالده بالنقد المعماري والحضري، بل قدم حل بديل يناسب طبيعة عمّان الجبلية، حسب رأيه، ويضع الأساس لشبكة أنفاق تحت أرضية، تنقل حركة المركبات الى أسفل المدينة، تاركه المنسوب الأرضي للفراغات العامة والحدائق.
لقد جاء الحل المقدم للتخفيف من الأزمات المرورية المتفاقمة سنة بعد سنة بالعاصمة عمّان، وهو حل تخطيطي يستند الى عمل نفق بطول (10) كيلومترات يمر تحت شارع الملك عبد الله الثاني، وهو الشارع الأهم بالمملكة، والذي يحمل إسم ملك البلاد والذي لا يجوز أن يرتبط إسمه بالأزمات المرورية، بل يجب أن يكون محور تنموي حضاري يرفع من جودة الحياة بالمدينة.
النفق المقترح يبدأ من طلوع صافوط للقادمين من شمال المملكة، حتى دوار بيادر وادي السير، ويشكل المرحلة الأولى من شبكة أنفاق قابلة للتوسعة بشكل طولي بإتجاه طريق المطار، وبشكل عرضي متعامد على النفق الأساس، على طول وأسفل كل من شوارع الملكة رانيا العبد الله (شارع الجامعة) وشارع وصفي التل، وشارع مكة المكرمة، وشارع زهران من الدوار الثامن إلى الأول بالمراحل اللاحقة.
الحل المقترح، يمكن أن يطرح كفرصة إستثمارية وان يكون مدفوع الأجر مقابل الإستخدام Toll Road وهو مكون من نفقين متوازيين كل منها بقطر 10 متر للإبتعاد عن الأبنية القائمة على طرفي الشارع. وقد تم إستغلال التقاطعات القائمة مثل دوار الشعب أمام مجمع الأعمال لتكون محطة مركزية Stations يتم من خلالها تغيير الإتجاه ووسيلة النقل، ويمكن إستغلال المساحات داخل المحطات كمحلات تجارية تدر دخلاً على المطور، ويجري الوصول الى المناسيب المختلفة داخل المحطة من خلال أدراج عادية عريضة وكهربائية ومصاعد. وقد تم تسقف المحطة بقبة خرسانية تشكل معلم ومحطة إلتقاء بالمنسوب الأرضي مكان ما يعرف بدوار الشعب المقابل لمجمع الأعمال. القبة مصممة على نظام الخرسانة القشرية Shell التي تمنح الفراغ الداخلي إنارة وتهوية طبيعية من خلال الواجهات الكبيرة التي يؤمنها السقف المزود بفتحة علوية للتهوية.
المهم في هذا التصميم، أنه يشكل الأساس لشبكة أنفاق قابلة للتوسعة عبر الأجيال، ويمكن تنويع أنماط النقل فيها لتشمل القطارات الخفيفة والباصات بمختلف الأحجام والسيارات العامة والخاصة. كما أن التصميم يحافظ على جمالية المباني القائمة والمقترحة على طول هذا الشارع الحيوي، ولا يعطل المرور أثناء التنفيذ، ولا يعبث بحقوق التطوير الممنوحة للملاك من خلال مخطط عمّان الشمولي 2007 الذي صنف هذا الشارع كوريدور تكثيف عمراني.
إن طوبوغرافية مدينة عمّان الجبلية تسهل تنفيذ شبكة الأنفاق، لتصبح الحركة المرورية سفلية، والمساحات الأرضية للساحات العامة والحدائق. كما أنها تقلل من الإعتماد على السيارة الخاصة، وتنقذ عمّان من الإستعصاء المروري الذي باتت قريبة من الوصول اليه، في ظل التسهيلات الممنوحة لإقتناء السيارات.
وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور الكلالده، هو مهندس معماري ومصمم حضري لمشاريع كبرى بالأردن وخارجه، مثل مدينة معان الصناعية، والضاحية السكنية لشركات الفوسفات بمعان، وواحة الحجاج، والميناء البري بمعان، وقد تقدم بهذا الحل وساعده في الإظهار المعماري والفيديو التصويري، طلبة هندسة العمارة، مؤمن عناسوة ومحمد عقل مشكورين.