د.شبيب حمد الفقهاء - تعتبر الموارد البشرية الادارية بما تملكه من خبرة ومهارة رصيد استراتيجي وطني لا يقل أهمية عن الموارد والإمكانيات الاقتصادية والاستثمارية المتنوعة، ويمكن الاعتماد على الموارد البشرية بل الاستناد عليها للمضي قدماً في مسيرة النهضة والتطور، من هنا يكون من المهم الالتفات الى القيادات المتميزة على الصعيد الوطني والعمل على الاستفادة منها في عملية البناء الوطني، خاصة اذا كانت ما تزال تملك المؤهلات والطاقة والأهم الشعور بالولاء والانتماء للوطن.
ومن مميزات الموارد البشرية في الاردن وجود الكثير من المؤسسات التي يمكن وصفها بالمعاهد والجامعات التي تتخرج منها الكفاءات الوطنية، ولا تقتصر على المؤسسات المدنية فقط، بل نجد أن المؤسسة العسكرية هي الأخرى وبما تتمتع به من العلمية والتطور المعرفي والخبرات المكتسبة على مستوى عالمي، أصبحت ترفد المسيرة الوطنية بقيادات ادارية لها بصماتها الواضحة، ومن النماذج الوطنية التي لمست فيها شخصياً ذلك الفريق الركن المتقاعد حسين الحواتمة، والذي عمل سابقاً مديراً للأمن العام الأردني، فمن الناحية الاكاديمية يحمل شهادتي الأولى في الادارة والعلوم العسكرية و الثانية في التخطيط الاستراتيجي والأمن العالمي، ومن مؤشرات التميز في مثل هذه الشخصية هو النجاح في القيام بعدة مهام ادارية تتمثل في عملية دمج المؤسسات الأمنية( الامن العام والدرك والدفاع المدني) تحت قيادة ميدانية واحدة هي مديرية الأمن العام وذلك تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية، تحقيقاً لاهداف وطنية استراتيجية تتمثل بالتنسيق الأمني المحترف وبالتالي تحسين الخدمات المقدمة للمواطن، والتوفير على الموازنة العامة، كذلك اتضحت صفات هذه القيادة الادارية اثناء أزمة وباء كورونا وما يتطلبه الوضع من الاشراف على الناحية الأمنية وضمان تنفيذ الاجراءات الحكومية المتعلقة بالحجر والتقيد التام بالتعليمات حفاظاً على سلامة الجميع، وحتى بعد التقاعد ما تزال هذه الشخصية تمارس دورها الوطني الاجتماعي في الحفاظ على النسيج الوطني السلمي .
إن الدول المتقدمة الساعية للنهوض بأمنها الشامل بمفهومه الواسع أمنياً واقتصادياً واجتماعياً، تحرص على استثمار مخزونها الاستراتيجي من الموارد البشرية وفي كافة المجالات، خاصة الموارد التي تمتلك الدراية والخبرة وتتميز بتجربتها الوطنية الناجحة في البناء والعمل باخلاص ووطنية .