لقد تغيرت متطلبات شغر المناصب في القطاعين العام والخاص في العالم ،لعدة أسباب وأهمها دخول التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها،المنافسة الشديدة في الإنتاج والتسويق وتقديم الخدمات في ظل متغيرات عالمية جديدة من صراعات جيوسياسية،إنتشار للجوائج والأمراض أثرت على أنماط العمل،التغيرات المناخية،الإفتقار للموارد الطبيعية المستدامة،تحقيق الأمن الغذائي،زيادة السكان،إزدياد الفقر والبطالة ،تردي الأوضاع الإقتصادية وارتفاع العجوزات المالية في الموازنات وارتفاع المديونية.
من خلال هذه التحديات أصبح لزاما إختيار القادة في القطاع الخاص أو العام للفترة القادمة لمن يستطيعوا أن يدركوا أهمية هذه التحديات وجعلها جزء لا يتجزأ كمخاطر لها وزن في أداء الخطط والمهام والواجبات والتنفيذ،وأن تكون القدرة على إتخاذ القرار الحصيف في الوقت المناسب دون تلكئ او اجتزاء لتحقيق الفائدة المرجوة.
لقد ورد في تقرير البنك الدولي أن هناك مهارات يجب توفرها في الذين
سيشغرون الوظائف المستقبلية،حسب الأهمية من الأهم إلى الأقل أهمية ،وإنا بتقدري أراها تنطبق على القطاع العام أيضا،لأن الفترة القادمة هي فترة تشاركية بحتة بين القطاعين العام والخاص،وسأدرج هذه المهارات للمساعدة في إنتقاء الكفاءات للمرحلة القادمة في القطاعين وهي:
-التفكير الإبداعي.
-التفكير التحليلي.
-توافر المهارات الأساسية التكنولوجية.
-الفضول الإيجابي والتعلم طول الحياة المهنية.
-القدرة على الصمود والمرونة وسرعة التحرك.
-التفكير المنهجي.
-الذكاء الإصطناعي والبيانات الضخمة.
-التحفيز والوعي الذاتي.
-إدارة المواهب.
-التركيز على الخدمات وخدمة العملاء.
-القيادة والتأثير الإجتماعي.
-التعاطف مع الآخرين والإستماع الإيجابي.
-الإعتمادية والإهتمام بالتفاصيل.
-إدارة الموارد والعمليات.
-الشبكات والأمن السيبراني.
-ضبط الجودة.
-التصميم وتجارب المستخدمين.
-التدريس والإرشاد.
-الإشراف البيئي .
-البرامج.
لقد حازت اول مهارة "التفكير الإبداعي" على غالبية ووزن 73.2% من إهتمام القطاع الخاص عند مقارنتها ببقية المهارات،وهذه المهارة أرغب بتسميتها بالمصطلح"التفكير خارج الصندوق"،الذي لطالما نتمنى دائما عند اختيار المسؤولين أن يتصفوا بها،بينما حصلت آخر مهارة"البرامج" على وزن 38.8%.
أما بقية المهارات ،فهناك الجزء الذي يحاول من يعتلي سدة المسؤوليات أن يكتسبها وأهمها المهارات التكنولوجية والإلمام في الحد الأدنى منها ،لأن الفترة القادمة هي تغير كامل في نهج الحياة وصيرورتها ومتطلباتها، ولا غنى عنها في أي زمان ومكان.
والجزء المتبقي هي مهارات يجب أن يكتسبها أي مسؤول من خلال تطوير ذاته ،وأخرى وجدت في شخصيته التي تمكنه أن يكون قائدا ناجحا.
وقبل أن أختم سأتطرق لموضوع في غاية الأهمية،للحصول على النتائج والبناء عليها في الأداء يجب تفعيل مبدأ المساءلة بعد وضع مؤشرات ومعايير للتقييم سوء للقطاع العام اوالخاص،فالكل أثناء أدائه للخدمة في مراكز القيادة يحاول إبراز الإيجابيات التي حققها ولا يذكر السلبيات او التقصير الذي حصل أثناء أدائه لخدمته.
فعلى سبيل المثال لتمييز أداء حكومة عن أخرى يجب وضع مؤشرات رئيسية وأخرى فرعية بأوزان مختلفة ويتم جمع هذه القيم لإعطاء النتيجة النهائية لهذه الأوزان،وهذه المؤشرات تشمل أيضا التحديات والصعوبات التي ذكرت أول المقالة ودرجة الإنجاز وحل المشاكل الخاصة بها ، وأن تشرف عليها لجنة متخصصة لا تتبع للحكومة وتتابع سير الأداء أول بأول ،فالمؤشر السلبي في تقييم معين او اداء قد يكون سببه إدارة فاشلة لعدم قدرة المسؤول على الأداء لضعف قدراته في إدارة مؤسسته،فهذا المسؤول يجب عزله وعدم تدويره في أية مناصب مستقبلية
إن صعوبة المرحلة القادمة وشح الموارد المتوفرة والمتغيرات والتحديات الصعبة تحتم علينا إختيار من سيصنعون الفارق في حل المشاكل والنهوض بالإقتصاد بالشكل الصحيح بعيدا عن التنظير ووضع الخطط والدراسات الغير واقعية والبعيدة التطبيق على أرض الواقع.
الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي.
المهندس مهند عباس حدادين.
mhaddadin@jobkins.com