زاد الاردن الاخباري -
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتزايد التوقعات حول التأثيرات المحتملة على الأسواق المالية. فالصراع بين كمالا هاريس ودونالد ترامب لا يتمحور فقط حول السياسة الداخلية والخارجية، بل يمتد ليشمل قرارات اقتصادية هامة. يترقب المستثمرون بعناية النتائج، في ظل احتمالات دعم العملات المشفرة في حال فوز ترامب، أو صعود أسهم التكنولوجيا مع نجاح هاريس. هذه الانتخابات قد تمثل نقطة تحول في العديد من القطاعات الاقتصادية.
على سبيل المثال تشير التوقعات لتلقى العملات المشفرة دعم كبير في حال فوز دونالد ترامب والذي غير من موقفه السابق تجاه البيتكوين في فترة رئاسته الأولى من منتقد حاد إلى واحد من أكبر المتحمسين للعملات المشفرة إلى حد التصريح بأن هدفه جعل الولايات المتحدة عاصمة التشفير في العالم. على الجانب الأخر، قد يدفع فوز كاملا هاريس بالاستحقاق الرئاسي لارتفاع كبير في سوق الأسهم خاصة في قطاع التكنولوجيا من تركيزها على الابتكار. وبعيدًا عن أي ميول سياسية تمثل الانتخابات الرئاسية فرصة للمستثمرين وحتى صغار المضاربين للاستفادة من التحركات المتوقعة في سوق العملات والأسهم والعملات المشفرة من خلال التداول عبر شركات الوساطة المتنوعة وذلك بعد مراجعة حكم الفوركس والتجارة بالهامش.
دونالد ترامب وكاملا هاريس مناظرة أولى وأخيرة
خلال الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر التقى المرشح الجمهوري للرئاسة، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس. بدأ المناظرة الرئاسية بمصافحة مهذبة ولكنها سرعان ما انحدرت إلى النمط المألوف الآن للخطاب السياسي الأمريكي الأخير: تهرب المرشحون من معظم الأسئلة الصعبة وهاجموا بعضهم البعض بدلاً من ذلك أثناء الترويج لأجندتهم الخاصة.
بدا ترامب عازمًا على التمسك بنقاط الحديث المفضلة لديه. زعم مرارًا وتكرارًا أن الدول في جميع أنحاء العالم "تفرغ سجونها" بإرسال "ملايين المجرمين" إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية. كما كرر أن إدارة بايدن "سلحت" وزارة العدل ضده، في إشارة إلى العديد من قضاياه الجنائية وإدانته. هاجم هاريس على سجلها كنائبة للرئيس، وخاصة في بيانه الختامي، وسخر من مهاراتها في الشؤون الخارجية، وأشار إلى تحولات سياستها، ووصفها بأنها غير جديرة بالثقة. ولكن نتيجة لذلك، ربما فشل في تقديم حجة مقنعة لماذا يجب على الناخبين غير الحاسمين اختياره. لقد صور الولايات المتحدة على أنها "أمة فاشلة"، تعج بالجريمة وتكافح لاحتواء التضخم، لكنه لم يقدم بديلاً واضحًا. وفي مرحلة ما، اعترف حتى بأنه لا يملك سوى "مفاهيم لخطة" لإصلاح الرعاية الصحية قبل أقل من شهرين من الانتخابات. ورفض تحمل المسؤولية عن أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير 2021، ورفض مرة أخرى الاعتراف بخسارته انتخابات 2020، زاعمًا أنه لديه "حقائق وإحصائيات" لدعم ادعائه. أخيرًا، تمكنت هاريس من استفزاز ترامب في عدة مناسبات، بما في ذلك السخرية من مسيراته.
على الجانب الأخر، كانت بداية هاريس متعثرة عندما أجابت على سؤالها الأول حول حالة الاقتصاد في ظل الإدارة الحالية، وألقت باللوم على إرث ترامب وتحدثت عن أهداف سياستها المستقبلية. ولكنها سرعان ما تعافت وسجلت نقاطا على ترامب بتصريحاتها القوية بشأن الإجهاض. كما تحدثت هاريس بقوة بشأن السياسة الخارجية، زاعمة أن زعماء العالم "يسخرون" من ترامب ويقولون إنه "عار". وحولت تعليقات ترامب السابقة حول "علاقته الجيدة" بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن ضده، قائلة إن ترامب عرضة لـ "المجاملات والمحسوبيات"، وأنه "يعجب بالديكتاتوريين" وأن بوتن "سيأكله على الغداء". وفي بيانها الختامي، اختارت هاريس عدم التركيز على مهاجمة ترامب بل تحدثت بدلاً من ذلك عن خطتها "لرسم طريق جديد للمضي قدمًا". وفي حين بدت أكثر سيطرة من خصمها بشكل عام.
استطلاعات الراي تشير لتقدم هاريس
أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة مورنج كونسلت (Morning Consult) في أعقاب المناظرة أن هاريس وسعت تقدمها على ترامب إلى 5 نقاط، حيث قال 50٪ من المشاركين إنهم سيصوتون لها. بين المستقلين، تقدمت على ترامب بنسبة 46٪ مقابل 40٪. ربما كانت هاريس تأمل في إعادة المناظرة، وهو ما كان من الممكن أن يساعد في تعزيز تقدمها، لكن ترامب رفض مناظرتها مرة أخرى.
استطلاع مشترك آخر أجرته شبكة الاخبار أيه بي سي نيوز وإبسوس (ABC News/Ipsos) أظهر تفوق هاريس بنسبة 58% مقابل 36% على ترامب وفي هذا السياق، تبرز كمالا هاريس كمرشحة مفضلة لتولى منصب الرئاسة وبناء عليه نستعرض مدى إمكانية حدوث تغييرات في السياسة النقدية والمالية حسب برنامجها الانتخابي