انا مع ان تتضمن مناهجنا سيرة فنانين اردنيين تركوا بصمة بالفن الاردني .. امثال فنانتنا المبدعه جولييت عواد وفناننا المتألق موسى حجازين والفنانين روحي الصفدي وربيع شهاب وهشام يانس شافاهم الله .. وكثيرون رحلوا لا زلنا نذكر اعمالهم التي دخلت كل بيت اردني وعربي .. واسماء كثيرة تستحق ان نقف عندها ..
ولكن رأيي انه قبل ان نهتم بهم بالمناهج .. ونذكر سيرتهم .. ليت المعنيين يهتموا بهم بحياتهم ويرفعوا من شأنهم ويقدموا لهم العلاج عند المرض .. فكم من فنان رحل وكله حسرة على الاهمال الذي عاناه بمرضه .. ومنهم من لا يزال راقدا على فراش المرض لا احد يعلم عنه شيئا وهو يموت الف ميتة يوميا ..
وكم من فنانين عمالقة ظنناهم رحلوا وهم لا زالوا على قيد الحياة همشتهم الحياة وتجاهلهم الجميع لانهم مجرد فنانين اردنيين ..
نحتاج ان ننصف قاماتنا الفنية بالاهتمام بها واعطائها حقها من الرعاية والامتيازات كالتي تعطى لفنان مجهول يصل الاردن ليقدم وصلة غنائية فيستقبل بالسجاد الاحمر والورود ..
علموا طلابنا ان الفنان الاردني كان معنا بكل بيت منذ السبعينات ونحن نتابع افلام الكرتون المشهورة والتي دبلجت باصوات فنانينا التي احببناها لمجرد احببنا الشخصية الكرتونية ..
علموهم ان الفنان الاردني كان معنا ببيوتنا عبر الكثير من المسلسلات التي نقلت حياة البساطة بالقرى الاردنية والمسلسلات البدوية التي عرفنا من خلالها اهمية القضاء العشائري الذي كان يحكم بالعدل من خلال فنانين عمالقة اردنيين قدموا ادوارهم بحرفية ونقلوا لنا الحياة البدوية التي هي احد اهم اعمدة المجتمع الاردني ...
علموهم ان مسلسل المناهل كان من اروع ما قدمه فناننا الاردني بالثمانينات والذي علمنا الاحرف بكل سلاسة وكبرنا ولا زلنا للآن نردد طريقتهم بلفظ الاحرف ونتغنى بأبي الحروف وشخبوط ..
اهتموا بفنانينا لانهم ثروة .. اهتموا بهم وارفعوهم حتى ان سألكم الطالب الذي يدرس عنهم بالمنهاج.. اقلها تكونوا قادرين على اقناعه انهم فعلا كانوا ثروة وطنية ... .
ليقتنع طلابنا وقتها ان الفنان الاردني كما قدم للوطن بالمقابل الوطن اعطاه..وانه يدرس مادة تستحق الاهتمام ..لا مادة محتواها مهمش لا قيمة لها ويراها لا تستحق ان يضيع وقته بالقراءة عنها .