زاد الاردن الاخباري -
قال المحلل الإستراتيجي نضال أبو زيد، إنّ المقاومة وحركات التحرر الوطني ليست مبنية على شخص واحد، وقدمت ولا تزال تقدم ولديها الإمكانية على إعادة إنتاج نفسها رغم محولة استهداف قياداتها.
أوضح لـ"الحقيقة الدولية"، أنّ الهيكل التنظيمي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عبارة عن هياكل أفقية وليست عامودية؛ أي ليست مبنية ومتجسدة بشخص واحد.
وشدد، على أنّ الإتصال الأفقي"الخيطي" بين قيادات المقاومة لا يؤثر على التكتيكات والعمليات العسكرية حتى لو ذهب رأس المقاومة يحيى السنوار.
"المقاومة جرّدت الاحتلال من محاولة الوصول إلى أي نصر يمكن أن يتغنى فيه"، بحسب أو زيد، الذي أشار الى أن الجانب "الإسرائيلي" افتقد لبنك الأهداف الذي يمكن أن يستند فيه إلى عمليات عسكرية تكتيكية وهذا يبنى من المعلومات الإستخبارية.
ونوه، إلى أنّ المقاومة نجحت في مرحلة كسر العظم الإستخباري للاحتلال، اذ أنّ الأخير يريد أن يرتكب السنوار أو أي من قيادات المقاومة الأخرى خطأ ما في مكانم ما وفي زمان في ما حتى يستفيد من هذا الخطأ للوصول إلى السنوار.
وفي تطورات الجبهة اللبنانية، ذكر المحلل الإستراتيجي أنّ فشل الاحتلال في قطاع غزة دفع الاحتلال لفتح جبهة جديدة في شمال الأراضي المحتلة.
وأضاف، أنّ عند الاحتلال استعصاء دبلوماسي يرافقه استعصاء بالعمليات العسكرية، "وهذا الإنسداد في أفق العملية العسكرية دفعه لفتح جبهة جديدة"، مؤكداً على أنّ سلسلة القرار متهشمة لدى حزب الله، مشدداً في الوقت ذاته، على أنه من المبكر الحكم على أنّ الصورة النمطية لحزب الله كفصيل مقاومة قد تهمشّمت.
وفقاً لأبو زيد، فإنّه عندما تدخل حيفا في النطاق الجغرافي للاستنزاف من قبل حزب الله، "فهذا نجاح تكتيتكي يسجل له"، مضيفاً بأنّ فرض حالة الطوارئ في "إسرائيل" في هذا التوقيت تعني أنّ كل المقاليد السياسية، والإجتماعية، والإقتصادية، والإعلامية ستكون بيد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
أشار في ذات الصدد، إلى أنّ "إسرائيل" تحقق نجاحات تكتيكية ولكنها تفشل استراتيجياً، مشدداً على أن طرفي النزاع في لبنان "إسرائيل" وحزب الله لن يذهبان إلى توسيع دائرة الصراع؛ لأن البيئة الدولية والإقليمية لا يدعموا هذا الخيار، كما أنّ الولايات المتحدة الأمريكية منشغلة بإنتخابات رئاسية بعد عدة أسابيع، وأوروبا تحمل على أكتافها أعباء الملف الأوكراني ولا تريد أن تنشغل بصراع جديد في الشرق الأوسط.
"طرفي الصراع الأساسي الذي يدعم حزب الله وهو إيران والولايات المتحدة التي تدعم"إسرائيل قد اتفقوا ضمنياً "تحت الطاولة" بألاّ يذهبوا إلى توسيع الصراع.
وأردف، بأنّ الاحتلال لن يذهب باتجاه عمليات برية تقليدية وسيبقى بمستوى العمليات غير التقليدية؛ لأنه يدرك تماماً أنّ فاتورة التكاليف بعمليات برية مع حزب الله باهظة الثمن، كما أنّ الوحدات العسكرية الموجودة لديه لا تكفي لعملية عسكرية برية.
وأكد، على أنّ حزب الله سيذهب باتجاه 3 خيارات؛ إما مراكز ثقل استراتيجية اقتصادية سيصل لها، أو مراكز ثقل استراتيجية سياسية، أو مراكز ثقل استراتجية عسكرية، منوهاً إلى أنه نجح بإعادة بناء نفسه خلال الساعات القادمة وإعادة تماسك نفسه وصنع سلسلة القرار من جديد سيذهب بعيداً باتجاه مصانع ميناء حيفا.
وبخصوص الرد الإيراني، قال في هذا السياق، إنّ إيران تعمل على معادلة "حروب الوكلاء"، بمعنى أنه اذا خسر الوكيل فهو يخسر لوحده واذا كسب فسيكسب هو ومن وكلّه.
وختم بالقول، إنه حتى لو دخل الحوثيون على خط المواجهة فستبقى العلميات ضمن مساقها الطبيعي كعمليات استنزاف ولن تنزلق المنطقة باتجاه عمليات عسكرية تقليدية ولن تتوسع دائرة الصراع؛ لأن كل أطراف العملية متفقين ضمنياً بان هناك ضابط لكل الأحداث؛ وهو الجانب الأمريكي الذي لا يريد الإنزلاق باتجاه توسيع دائرة الصراع قد تكون غير محسوبة النتائج.