خالد عياصرة.
في القواعد الديمقراطية يوجد ما يسمى " توازن القوى " القائمة على : إن لكل سلطة سلطة مضادة لها، تقف بوجهها، بحيث لا يستطيع أي كان أن يمارس صلاحيته دون أن يكون للأخر رأي يساير المصلحة العامة .
القاعدة وجدت من اجل حماية الآخرين من سلطة الديمقراطية التي قد تتعرض لخلل انطلاقا من "توازن المصالح "، كما وجدت لحماية الديمقراطية من نفسها.
أردنيا: السلطة الممنوحة للمجلس تبيح له القيام بدور رقابي على الحكومة وتشريعي وبحكم الدستور، انطلاقا من توازن القوى الذي تميل كفته دوما لصالح الحكومة.
********************************
هذا يقودنا إلى الإقرار أن السلطة الممنوحة لمجلس النواب بحكم الدستور الأردني مغيبة، لا جراء قوة الحكومات، بل جراء تفضيل النواب أنفسهم مصالحهم وامتيازاتهم الممنوحة لهم من قبل الحكومات على القيام بالدور الرقابي مثل: " وظائف، منح، سيارات، عطاءات، مشاريع، مساعدات "
هذه حقيقة تضغط على الرئيس، وتطالبه بضرورة العمل على أجراء مراجعات صارمة للنهج المتبع في نيل الثقة، فما نفع لمرحلة ليس بالضرورة ينفع الأخرى.
وان التجديد حسب شروط المرحلة الحالية يعني التغير في النهج وتلافي الأخطاء، هذا أن أريد لمسيرة الإصلاح أن تسير على السكة الصحيحة، لا أن تصاب بإعاقة حركية تجلسها عن الحركة كما هو حال المرحلة السابقة.
********************************
لا يجوز العمل على اخذ الثقة النيابية لأي حكومة بواسطة الإكثار من المناسف السياسية "الحكومية والنيابية" تسيطر على خطى سير السلطتين التشريعية والتنفيذية، في تعاطي تقليدي مع ملف منح الثقة بالحكومة الحالية.
لذا نقول : الثقة بالحكومة إن جاءت على مائدة المناسف السياسية فأنها ثقة عرجاء ذات مصالح فردية لا وطنية وستزيد من تأزيم الصورة العامة التي نعيشها اليوم ونرقبها بحذر.
لذا لابد أن تكون الثقة الممنوحة من قبل مجلس النواب للحكومة، ثقة مبنية على اقتناع عقلي، لا اقتناع معدوي - نسبة إلى المعدة التي تخزن المناسف السياسية -
********************************
الحكومات الأردنية، ومجالس النواب، ومنذ انتهاء الأحكام العرفية عام 1989، لم يتم إسقاط أي منها فعليا، كما لم يتم سحب الثقة من أي حكومة، وجميعها حصلت على الثقة بجدارة منقطعة النظير، انطلاقا من نوافذ توازن المصالح، لا من أبواب توازن القوى.
فهل تسيطر توازنات المصالح على الثقة الممنوحة لحكومة دولة عون الخصاونة، مقابل إسقاط توازن القوى ؟؟
الله يرحمنا برحمته .... وسلام على أردننا ورحمته من الله.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com