نشاهد هذه الأيام بألم شديد ومرير وعلى مدار الساعة تجويع وتقتيل المدنيين الأبرياء من رُضع وأطفال ونساء وشيوخ، المحاصرين منذ سنين بقطاع غزة المنكوب. ونمتعض أكثر من التأييد الكامل والتحيز الأعمى ومن دون رحمة للعدو الصهيوني الوحشي من طرف حكام وإعلام العرب و الغرب. فأصبحنا نصاب بالغثيان لمجرد سماع أصوات هؤلاء وهم ينددون بعملية المقاومة المشروعة لما يصفونها بالعملية الإرهابية. وقد تعودنا من كل محتل ظالم وكل عنصري غاشم على التضليل المكشوف بوصفه للمقاومة الشريفة والمشروعة بالإرهارب.
والمقرف والمقزز هو إلحاح هؤلاء المتحيّزين للكيان الصهيوني الغاشم والشرس على طلب إطلاق سراح أسراهم ورهائنهم الآمنين بيد المقاومة المسلمة والشريفة، في حين لسان حالهم نراه يشي بأنهم يبتهجون ويتلذذون في الوقت نفسه بالإنتقام من شعب غزة المظلوم والمحاصر، والذي يتساقط شهداؤه وجرحاه بالمئات في كل يوم تحت القصف الوحشي لسلاحهم الفتاك على يد جيش العدو الصهيوني.
فيما تستعر حرب الأدمغة بين الإحتلال الصهيوني والمقاومة الباسلة، حيث نجحت الأخيرة بالسنوات الماضية بجسر الهوة أمام الترسانة العسكرية الصهيونية، بوسائلها القتالية الحديثة، هرب الإحتلال بإتجاه “سلاح نظيف”، قد لا يترتب عليه أية خسائر.
إن "الهدوء" في خطاب وكلمات نصرالله في كلمة قبل أيام مقارنة بكلمات سابقة ألقاها حول الأحداث في سوريا والكلمات القوية والتهديد الصريح الذي أطلقه حينها ضد من وصفهم بـ"التكفيريين".
اعترف العميل حسن نصرالله، بأن حزبه تلقى ضربة "قوية وكبيرة وغير مسبوقة" بالتفجيرات التي ضربت أجهزة "البيجر" والـ"ووكي توكي" الثلاثاء والأربعاء، لكنه أشار إلى أنها "لم تسقطه" وشدد على أن الجبهة اللبنانية لن تتوقف قبل أن توقف إسرائيل عملياتها في قطاع غزة.
وقال العميل حسن نصرالله : "لا شك في أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان على الأقل وغير مسبوقة في تاريخ لبنان وقد تكون غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي في المنطقة برمتها، وربما غير مسبوقة في العالم.. هذه الضربة القوية والكبيرة وغير المسبوقة لم ولن تسقطنا بل سنصبح أقوى بعدها".
أما عن السؤال المطروح أمام سماحة العميل حسن نصرالله ، لقد تم قتل وإصابة أكثر من أربعة آلالاف ممن يعملون في خدمة حذاءك من خلال البيجر ، أين البيجر الخاص بك ؟ أم أنها خدمة مجانية لنيل رضا الصهاينة كما أمر إمامك خامنئي !!!.
أما السؤال الثاني لسماحة العميل حسن نصرالله ، أين رد أسيادك على مقتل رئيس الفرس الراحل و وزير خارجية الفرس وبعض المسؤولين الفرس الذين قضوا في حادثة الطائرة بالبيجر أيظا على يد الصهاينة أشباهكم ، أم هل هي خدمة أسدتها لكم الدولة الصهيونية للتخلص من بعض رموز النظام الغير مرغوب بهم.
أما السؤال الثالث لسماحة العميل وكيل الفرس في المنطقة، أين رد أسيادك على إغتيال الشهيد إسماعيل هنية ، الذي قتل في عقر داركم في طهران الفرس .
إن التخابر مع دولة الإحتلال الصهيوني أو ما يعرف بالإسقاط: فهو أن ينقل العميل معلومات عن أشخاص ومعلومات عن المقاومة إلى الجهات الأمنية “الإسرائيلية” (وغالبا يكون الجهاز المختص بالتواصل مع العملاء هو الشاباك)، ما يلحق الأذى بالمجتمع والمقاومة.
أبرز أشكال التخابر مع الإحتلال:
– التخابر المباشر: يكون العميل على اتصال مباشر مع أحد ضباط المخابرات، وينقل له المعلومات اللازمة، ويقوم بمهمات معينة، ومن أمثلة ذلك الدور الذي يلعبه حسن نصرالله في خدمة الفرس والصهيونية.
ومن أبرز الوظائف التي يكلف بها حسن نصرالله من قبل الإحتلال الصهيوني.
1- المشاركة في إغتيال وإعتقال ناشطي المقاومة و شخصيات عربية وإسلامية.
2- محاولة إختراق الفصائل والحكومة اللبنانية.
3- تعزيز الإنقسام بين الفصائل وإثارة المشاكل بين أبناء المجتمع.
4- شراء الأراضي والعقارات الفلسطينية والعربية، وتسريبها للإحتلال.
5- نشر الإنحلال الأخلاقي و زواج المتعة والمخدرات.
6- تجنيد وإسقاط عملاء آخرين.
7- نشر الشائعات والأكاذيب.
8- ضرب الروح المعنوية للفلسطينيين ونشر أجواء الإحباط في أوساطهم.
لقد أوصلت لبنان إلى الحضيض، فاكتشف الشعب في إنتفاضته الثورية أن هذا الحضيض هو حضيض أمراء الحرب ومافيات الطوائف. إنه حضيضهم وليس حضيضنا، فما يحتضر اليوم هو لبنانهم الملوث بميكروبات الطائفية والنهب والكذب والدجل، أما لبناننا فيولد اليوم جديداً مشرقاً جميلاً، تحمله حناجر الشبان و الشابات، ويتشكل في شوارع بلادنا.
إرحلوا جميعاً، فلقد كشف لبنان أنكم لستم لصوصاً فقط، بل أنتم عملاء و أغبياء أيظاً.
الدكتور هيثم عبد الكريم احمد الربابعة
أستاذ اللغويات العربية الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي