احتوى خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس الثلاثاء في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك في دورتها الـ(79)، احتوى على (3) دعوات : (إنسانية) و(أخلاقيتان):
* الدعوة الأولى - (إنسانية):
- وقد تمثلت بدعوة جلالته لجميع الدول للانضمام الى الاردن في فرض (بوابة دولية للمساعدات الانسانية الى غزة)..حاثّا - جلالته - جميع الدول ذات الضمير أن تتّحد مع الأردن في هذه المهمة (خلال الاسابيع القادمة) التي وصفها جلالته بـ«الحرجة».
- هذه الدعوة جاءت بعد إشارات عديدة من لدنّ جلالته الى الوضع الانساني المأساوي الذي يتعرض له الأهل في غزة والضفة الغربية، وقد استعرض خطاب الملك وبـ( الأرقام ) ما يؤكد على بشاعة جرائم الابادة التي ترتكبها اسرائيل - والتي أدانتها «العدل الدولية» - والتي تفنّد كذب وافتراءات السردية الاسرائيلية التي تزعم تجنبها قتل المدنيين.
-الملك، خاطب الضمير العالمي والمجتمع الدولي، ودعاه للانضمام الى هذه «البوابة الانسانية»، بعد مصارحة الدول جميعها بأن الحرب على غزة وبعد مرور قرابة العام، أظهرت بأن عالمنا قد أثبت (فشله سياسيا )،..وهذا «لا يستوجب أن تخذل إنسانيتنا أهل غزة بعد الآن» - كما قال جلالته.
- دعوة الملك، تأتي كجهد اغاثي ضخم من أجل ايصال الغذاء والمياه النظيفة والدواء وغيرها من الامدادات الحيوية لمن هم في أمسّ الحاجة اليها.
-..وأشير هنا الى أنّ جلالة الملك كان قد التقى أمس الأول في نيويورك رؤساء وممثلي منظمات غير حكومية معنية بالاستجابة الانسانية في قطاع غزة، حيث جرى بحث سبل تكثيف الجهود والتعاون والحشد الدولي من أجل ايصال المساعدات للتخفيف من معاناة أهل غزة في ظل الأزمة غير المسبوقة، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
*الدعوة الثانية - (أخلاقية ):
-..وتتمثل بما أشار اليه جلالته بالقرار «غير الملزم» الصادر عن محكمة العدل الدولية قبل شهرين، والمتعلق بالوضع القائم الحالي والذي بات واضحا وجليّا بأنه « مخالف للقانون دون لبس»، حيث قال جلالته بأن رأي المحكمة يحمل ثقلا (أخلاقيا) علينا جميعا، «كما أن الالتزام الذي يحتمه هو التزام لا يمكن لبلداننا أن تتجاهله من أجل مصلحة عالمنا، ومن أجل مستقبل الفلسطينيين والاسرائيليين عل حد سواء».
* الدعوة الثالثة - (أخلاقية ):
- وتتمثل بما أكّد عليه الملك من أجل «ضمان حماية الشعب الفلسطيني»، حيث قال جلالته إن (الواجب الأخلاقي) يحتّم على المجتمع الدولي أن يتبنى آلية لحمايتهم - الشعب الفلسطيني - في جميع الأراضي المحتلة، ومن شأن ذلك توفير الحماية للفلسطينيين والاسرائيليين من المتطرفين الذين يدفعون بمنطقتنا الى حافة حرب شاملة.
- جلالته وفي اشارته للمتطرفين قال : «يشمل هؤلاء المتطرفين، الذين يروجون لفكرة الأردن كوطن بديل» ..ويكمل جلالته بكل وضوح وقوة ويؤكد أمام العالم، الموقف الأردني الثابت والصلب قائلا : «دعوني أكون واضحا تماما : هذا لن يحدث أبدا». و«لن نقبل أبدا بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهي جريمة حرب».
*باختصار: فان خطاب جلالة الملك هذه المرّة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كان مركزا على (الحدث الأبرز والأهم ) للأردن وهو القضية الفلسطينية، وتداعيات نحو عام من الحرب على غزة، وقد وضع جلالة الملك العالم أمام مسؤولياته بمكاشفة واضحة وصريحة بأن العالم قد «فشل سياسيا»، وأن الثقة بالشرعية الدولية قد تراجعت، وأن الأمم المتحدة تتعرض منذ الحرب على غزة الى هجوم «فعلي ومعنوي»، وأنّ على العالم أن يقوم على الأقل بواجباته الانسانية تجاه غزة ومن خلال «بوابة المساعدات الانسانية» التي دعا اليها جلالته.
- الملك في خطابه كشف أمام العالم - وبالأرقام - حجم الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل في غزة والضفة، والوجه الحقيقي لاسرائيل التي تدّعي الديمقراطية، وترتكب على الأرض جرائم أدانتها محكمة العدل الدولية.
- الملك أكد ثوابت الموقف الأردني منذ بدء الحرب على غزة وهي : (وقف الحرب - إيصال المساعدات الإنسانية - ولا.. وألف لا للتهجير).