في لحظة تاريخية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضع جلالة الملك عبد الله الثاني العالم في رحم المأساة في غزة وقدم دعوة إنسانية ملحة تعكس عمق المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، لقد كانت كلماته بمثابة نداء عاجل للمجتمع الدولي، تدعو إلى التحرك الفوري لإنقاذ أرواح المدنيين الذين يواجهون ظروفًا مأساوية لا يمكن تصورها.
أعاد الخطاب الملكي توجيه البوصلة باتجاه الأزمة الإنسانية في غزة ليجعلها محور اهتمام عالمي، حيث تتعالى أصوات المنظمات الدولية لوقف الحرب وتقديم المساعدات العاجلة للمدنيين. ولكن على الرغم من الجهود الدولية، لا تزال المعابر الحدودية مغلقة، مما يعيق دخول المساعدات الضرورية، في حين أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية.
الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وصفت الوضع في غزة بأنه "كارثي"، وأن النظام الصحي في القطاع يعاني من اسوء الظروف بسبب قلة الإمكانيات الصحية في مواجهة الة الحرب، بينما يعاني الأطفال من صدمات نفسية عميقة بسبب مشاهد العنف المستمرة.
في كل يوم في هذه الحرب تستمر غزة في مواجهة معاناة لا هوادة فيها، حيث تتجدد الاشتباكات وتصاعد الأوضاع. ومع أن الدعوات الدولية تتزايد لوقف العنف، إلا أن الواقع على الأرض لا يزال يشهد مشاهد من الرعب والدمار. يبقى الأمل معلقًا على جهود حقيقية لوقف الحرب، وإيجاد حل سياسي ينهي هذا الصراع المستمر، حتى يعيش الشعب الفلسطيني حياة كريمة وسلامًا طال انتظاره.
تحدث جلالته عن الأوضاع الإنسانية الكارثية وأكد أن هذه الأوضاع الصعبة تتطلب استجابة سريعة وفعالة من المجتمع الدولي، وكان جلالته خير من جسد الصورة الحقيقية لمعاناة الشارع في غزة، وأوضح بلغة حكيمة تبتغي انهاء الصراع وترجيح كفة الإنسانية على لغة الدمار والنار، مجدداً طلبه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على أن تتحد وتعمل بشكل جماعي لتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية، وإن كل لحظة تمر دون اتخاذ إجراء هي لحظة تضيع فيها حياة إنسان.