جامعة البلقاء ........... بؤرة فساد
كان طموح أبناء السلط منذ عشرات السنين بإنشاء جامعة تحمل اسمه المدينة وتجسد الواقع الثقافي الذي تميزت به المدينة عبر فتراتها الذهبية ، وكذلك خدمة لأهل المدينة وضواحيها في إنشاء صرح علمي يخدم المجتمعات المحلية ، ويؤهل أبناءها لزيادة دورهم في إنشاء الأردن الحديث .
وللأسف تحقق الحلم لجامعة لا تحمل اسم مدينتها ، ولا تمثل هوية حضارتها ، ولم تكن عنصر تنموي فاعل في التنمية المحلية ، وأقولها للمرة المليون بأن اختيار موقع الجامعة كان يعاني من ضعف في القرار وسوءٍ في الاختيار ، رغم أن هناك مئات الآلاف من الدونمات مترامية الأطراف حول المدينة ، التي كان من الممكن استغلالها و إعادة إحياء مناطق جديدة في المدينة، تبتعد عن مركز المدينة المكتظ والمزدحم أصلاً .
إدارات الجامعة المتعاقبة سبب رئيسي في ما وصلت إليه جامعة البلقاء التطبيقية التي لا تحمل من التطبيق العملي إلا اسمهما ، فالفترة الذهبية لعطوفة عمر الريماوي في إدارة الجامعة كانت كفيلة بإغراق الجامعة بالمزيد من الفساد المالي والإداري عبر التعيينات العشوائية لأشخاص غير مؤهلين ، حتى يقال أن الريماوي قد عين لشخص ما قد يعجز عنه رئيس حكومة ، إضافة إلى التعيينات التي قام بها لمحاسيبه وأقاربه لدرجة انه تجرأ وقام بتعيين ثلاثة أخوة من عائلته بنفس الوقت ، وعند ألقي عليه القبض مخفوراً أمام طلبة جامعته بتهمة الفساد ، تم تبرئته على غرار مختلف قضايا الفساد التي قامت الحكومة الأردنية بفتحها .
القبولات الجامعية في جامعة البلقاء التطبيقية سبب رئيسي في تعميق المشاكل والصراعات بين أبناء السلط وضواحيها ، فهذه القبولات لا تركز على النوع بقدر ما تركز على الكم ، وربما لأن الجامعة تركز على من هو قادر على دفع الرسوم الجامعية من أبناء المنطقة الذين يتحولون بقدرة الواسطة والمحسوبية ، إلى منح على حساب الديوان الملكي العامر . فمن كان الشارع من نصيبه وجد نفسه في جامعة لا يعرف ولا يقدر هذا المفهوم سوى تسريحة شعره ، وبنطاله ، وجواله .
الجامعة مازالت تركز على اختيار قيادات تقليدية في المناصب الإدارية والأكاديمية التي لا تقوى على معالجة أي مشكلة من هذا النوع ، وهذه ربما سياسة عليا في الدولة فحتى اختيار الحكومات والوزراء فيها ، مبني على العشوائية ، وهم بالتالي لا يمثلون وجوه شعبية قادرة على حل هذه المشاكل في المدن والقرى والبوادي التي تزداد يوماً بعد يوم .
أقول أن الحكومة مسؤولة عن إعادة هيبتها ، بفرض القانون ومحاسبة من يخطئ واختيار الأشخاص المناسبين ، لا أن تحل مشاكلنا بفنجان قهوة . ويجب أن تفرق الحكومة بين الربيع العربي وثوراته ومتطلباته ومن يقول الحق لمصلحة البلاد والعباد ، وبين من يحاول البلطجة وتخويف الآمنين وترويعهم بثورات وعنجهية وعصبية لا تخلف إلا الدمار وليس لها من مصلحة سوى الأنانية والذاتية ، وعليه فلا أحد قادر على ذلك سوى الدولة نفسها .
د.إياد النسور