من تاريخ الحياة السياسية في الأردن وخلال السنوات العشرة الماضية أصبحت ظاهرة اللقاءات التي تتم بين السلطات التنفيذية والتشريعية خارج أسوار مباني الحكومة الرسمية وذات العلاقة شيء طبيعي ، وعندما نسمع عن لقاء تم بين رئيس وزراء ومجموعة نواب في مزرع احد الأطراف ونتيجة للخلفية الثقافية التي يملكها المواطن عن العلاقة بين هذه الأطراف أول ما سيتبادر لذهنه أن : وراء الأكمةما وراها ؟ .
وفي نفس الوقت نجد أن اي حوار ديموقراطي حضاري يفترض به أن يتم داخل مجلس الامة بين هذه الأطراف يتصف بالصراخ وحمية الدم والطخ من تحت الحزام ، فكيف نريد من هذا المواطن أن يغير من هذه الثقافة التاريخية عن العلاقة بين أطراق الحياة السياسية في الأردن وهو يعلم أن خاتمة أي لقاء خارج اسوار هذه المباني لابد وأن ينتهي بعشاء أو غداء على شرف المعزب ، وأول ما سيتبادر لذهن هذا المواطن جملة معروفة وهي أنه عند البطون تغيب الذهون .
واذا كانت الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعيىة التي تقدم من قبل هذه الأطراف تبحث من خلال فضاءات واسعة من شرب القهوة وتناول الحلويات وما لذ وطاب من أطايب الطعام فالأكيد ان ما ستخرج عنها هذه اللقاءات سيكون بواد وواقع الحياة للمواطن بواد لأن الشبعان من الحلويات والوجبات الشعبية سوف لن يشعر بجوع وطفر هذه المواطن ، وكان الأجدر بمثل هذه اللقاءات أن تتم تحت القبة الشرعية لها وبدون وجود اجواء من السهر وما يرافقه من كماليات وضرورات الجلسة كي يكون نتاجها مرتبط بأرض الواقع لهذه المواطن .
وأخير سيكون على هذه المواطن أن يحلم حلم واحد فقط وهو أن يمتلك مزرعة كغيره من الرجال الواصلين في البلد ، حتى وان كانت مزرعة لتربية الدجاج والبط والغنم والحمام ويوجد بها القليل من الارض المزروعة بالبصل والبندورة والنعنع ويقوم بعمل عزومه لكل وجهاء البلد ويكون هو المعزب ويدير الحوار كما يريد لأن المثل عندنا يقول أن الضيف أسير المعزب لمدة ثلاثة ايام ،من كل ما سبق هل سيخالف دولة الخصاونة شروط واحكام المعزب من اليوم التالي للعزومه وخاصة اذا ما كان هذا المعزب هو الشعب وفي رحاب مزرعته؟