أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الإعلام العبري : مقتل جنديين باشتباكات مع حزب الله ديوان المحاسبة: لا يمكن إغفال أي ملاحظة بالمؤسسات حتى إغلاقها "قانونيا" المعايطة: الأردن قطع شوطا كبيرا في منظومة العمل الإصلاحي الدانمارك تحقق في انفجارين قرب سفارة إسرائيل عشرات الشهداء بقصف إسرائيلي على مدرسة ومعهد للأيتام في غزة لبنان يتسلم دفعة المساعدات الأردنية الثالثة ماذا تفعل الدول لإجلاء رعاياها من لبنان؟ إسرائيل تنذر سكان 24 بلدة لبنانية بالإخلاء وتضم فرقة جديدة مستوطنون متطرفون يقتحمون باحات الأقصى اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لدعم لبنان غداً رئيس الوزراء في جولة ميدانية بمحافظة المفرق وسائل إعلام إسرائيلية: إصابات في صفوف الجيش المرشد الإيراني: وجود أميركا ودول أوروبية في منطقتنا هو أساس المشكلة فصل واسع للتيار الكهربائي عن مناطق الأسبوع المقبل - تفاصيل تعرف على اسعار الذهب في الاردن اليوم الأربعاء الأمن يكشف عن أبرز أسباب الحوادث خلال 24 ساعة الماضية القناة 12 الإسرائيلية: رصد 20 قذيفة من لبنان على منطقتي الجليل الغربي والكرايوت ضبط اعتداءات مائية ضخمة في وادي السير عمرو: 5% ارتفاع أسعار الزيوت النباتية في دول المنشأ الخارجية الإيرانية: سنرد بشدة على أي طرف ثالث يدعم إسرائيل ضدنا
هل اقتصادنا جاهز للمرحلة القادمة؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هل اقتصادنا جاهز للمرحلة القادمة؟

هل اقتصادنا جاهز للمرحلة القادمة؟

02-10-2024 10:25 AM

إن الظروف الصعبة التي يعيشها العالم اليوم والتحديات البيئية والمناخية والإقتصادية والديمغرافية والجيوسياسية والتقدم التكنولوجي والدخول السريع للثورة الصناعية الخامسة غيرت من قواعد التفكير الإستراتيجي لدول العالم وأصبح قادتها يعملوا على جزئيات ذات دقة عالية من هذه التحديات لصنع الفارق.
ومن لا يعي ماذا يدور حولنا من هذه التحديات لن يلحق بما فكر فيه غيره وسبقه وهذا سيؤدي إلى مزيدا من التعقيدات .
فسأقرع ناقوص الخطر في هذه المقالة لعل هناك من يسمع .
لقد خططت الولايات المتحدة منذ عقود سابقة لتحقيق إزدهار وتقدم لها على كافة المستويات من خلال استقطاب المبدعين والمبتكرين والرياديين وذوي الكفاءآت من جميع أقطار العالم للعمل فيها من خلال تهيئة المناخ المناسب لهم والدعم المادي للعمل داخل مراكز الأبحاث والجامعات والشركات التكنولوجية والصناعية من خلال منطقة السيليكون فالي وغيرها وهناك من تبوأ مناصب حكومية وللأسف كان هناك نسبة من العقول العربية المهاجرة قرابة 5% شاركت بذلك، كانوا جميعا القيمة المضافة لما يتماهى مع الخطط والتفكير الإستراتيجي للولايات المتحدة، فحققت النتائج المرجوة ولما سيخدم إقتصادها في الفترة القادمة،حيث ساهم الرياديين والمبتكرين ب50% من دعم الإقتصاد الأمريكي، وأنفقت الولايات المتحدة في العام الماضي 154 مليار دولار على البحث العلمي والإبتكار ،في حين أنفق العالم العربي مليار دولار فقط لهذه الغاية.
فما ينتظر العالم في المستقبل القريب من التطبيقات التكنولوجية الحديثة من الذكاء الإصطناعي والروبوتات والواقع المعزز والواقع الافتراضي وانترنت الأشياء والبلوك شين والسحابة الحسابية وغيرها والمنصات المختلفة التجارية والثقافية والإجتماعية سنصبح مستهلكين ومستخدمين لها جميعها كما استهلكنا الصناعات الغربية من خلال الثورة الصناعية الثانية والثالثة والرابعة.
بعد استحواذ الولايات المتحدة على جميع مفاصل التكنولوجيا الحديثة والتي ستقوم ببيع هذا الخدمات لنا وسنبقى مستهلكين ندفع جزء كبيرا من أموالنا للحصول على هذه الخدمات والتي أصبحنا لا نستغني عنها،وسأقوم بتوضيح ذلك ،وسأسوق أربعة أمثلة عليها :
أولا:نظام التتبع العالمي,والذي دفعت عليه الولايات المتحدة مليارات الدولارات من خلال إطلاق الأقمار الإصطناعية وبناء محطات الإستقبال والارسال الأرضية وتزويدها بالأجهزة والخوادم المختلفة والكلف التشغيلية ،ستصبح في القريب العاجل مدفوعة الثمن،فلن تطير اي طائرة دون دفع إشتراك الحصول على هذه الخدمة في كل رحلة،ولن يستطيع اي مسافر أن يقود سيارته للتنقل داخل المدن والدول دون الإشتراك في هذه الخدمة مدفوعة الثمن.
ثانيا:عند شرائك سيارة من الغرب سيصبح تشغيل سيارتك والتحرك فيها مدفوع الثمن،حيث سيتم ربط كمبيوتر السيارة بخوادم تعطي كود الحركة للسماح بتشغيل الماتور للبدء في الحركة،فلا يمنع إعطاء اي مستخدم عند شراء السيارة الجديدة على سبيل المثال 1000 عملية تشغيل مجانية او إستخدام لمدة 5 سنوات وبعدها ستصبح مدفوعة الثمن،وتخيل أن تدفع بعدها دولارا واحدا على كل حركة لسيارتك,وليس هذا فحسب ستكون السيارات في المستقبل القريب كهربائية تعمل ببطارية مدى الحياة ،فكيف ستؤمن الحكومة وقتها مبلغ قرابة مليار دولار ضريبة على الوقود من بنزين وديزل؟
ثالثا:جميع المنصات الإجتماعية والثقافية والعلمية ستصبح مدفوعة الثمن ولن يبقى اي اتصال مرئي أو صوتي او بيانات في المجان.
رابعا:الحصول على معلومات الطقس مهما كانت بياناتها ستصبح مدفوعة الثمن.
لذلك اذا لم نصبح شعوبا منتجة غير مستهلكة سيلعننا التاريخ ،ولمحاولة تصحيح مسارانا يجب على جميع العالم العربي بشكل عام السير معا بخطى صحيحة تصب في هذه المسارات وفي بلدي الأردن بشكل خاص، وسأذكر بعضا منها:
1.توطين الصناعات مهما كانت لدفع عجلة الصناعة.
2.تهيئة الظروف لعودة العقول المهاجرة للأوطان .
3.دعم البحث العلمي والريادة والإبتكار في المراحل التعليمية الأساسية والجامعية وكذلك في الشركات والمصانع وفي القطاعين العام والخاص على حد سواء.
4.التغيير الجذري في المناهج التعليمية في المدارس والمعاهد ومراكز التدريب المهني والجامعات.
5.التحول المهني والتكنولوجي في كل مرحلة تعليمية لاكتشاف المواهب والرياديين،واقلها أن يتجه الطالب نحو ميوله وليس نحو تحصيله ليتكمن من الإبداع والتطوير في سوق العمل أو في الإتجاه الأكاديمي.
6.توفير أدوات البحث والتطوير والإبداع من مختبرات ومراكز ريادية يتم البناء عليها وتطوير حاضنات لها.
7.توجيه وتحفيز الإستثمار في التكنولوجيا والصناعة والزراعة والطاقة،وليس إستثمار خدمات ،وعمل صندوق إستثماري سيادي وطني للمشاركة في المشاريع الاستثمارية اذا لزم بالتمويل الجزئي.
8.تقنين مستوردات الكماليات والتي ندفع عليها العملات الصعبة ووضع قيود على المستوردات التي لها تصنيع محلي،ودعم الصناعة والمنتج المحلي وفتح أسواق عالمية جديدة بعد ضبط الجودة والمعايير الدولية للمنتج المحلي.
9.التفكير الجاد بإستقلالية وديمومة واستدامة مصادر الماء والكهرباء والغذاء والاعتماد على مصادرنا الخاصةللحصول عليها بعد تطويرها او تصنيعها أو إكتشافها.
10.إصلاحات حقيقية ورشيقة في القطاع العام لما يتناسب مع التغيرات العصرية في التقدم التكنولوجي من حيث التركيز على الإقتصاد لينضوي تحته خمسة وزارات (الإقتصاد الرقمي والريادة،وزارة التجارة والصناعة،وزارة الإستثمار ،وزارة التخطيط ووزير الدولة للشؤون الأقتصادية) وكذلك دمج الوزارات التي ستؤدي إلى تحقيق الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية وقلة مصادر المياه تحت مسمى وزارة الأمن الغذائي والتغير المناخي (وزارة الزراعة،وزارة البيئة،وزارة المياه ووزارة الطاقة)وكذلك عمل وزارة البحث العلمي والذكاء الاصطناعي،ودمج وزارتي التربية والتعليم مع العمل لتتواءم مخرجات العملية التعليمية في ادماج الخريجين في قطاع العمل حسب متطلبات السوق المتغيرة ،هذا الدمج لجميع الوزارات لتسهيل التنسيق الكامل بين الكوادر الفنية والإدارية في كل إختصاص لتعظيم العمل المشترك لتحقيق النتائج المرجوة وإعادة ثقة المواطن في الحكومات والتي فقدت لضعف الأداء وعدم المكاشفة الحقيقية في القرارات والأداء وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ومحاربة الكفاءات حيث لا زالت الواسطة والمحسوبية والشللية هي السائدة.
11.إعطاء دور للقطاع الخاص في المرحلة القادمة وتسهيل عمله من خلال تشريعات جديدة وصلاحيات واسعة،والانفتاح على الخبراء والإقتصاديين وذو الخبرات من القطاع الخاص.
12.استقدام الكفاءات وذوي الخبرات من وزراء ومسؤولين ،لأنه في العالم العربي إذا إمتلك المسؤول الفكر الإبداعي والإبتكاري يستطيع التأثير والتغيير في أي وزارة أو مؤسسة يديرها.،نريد تفكير خارج الصندوق لا نريد رتابة وأداء تسيير أعمال ولا نريد اي حل من الحلول المالية على حساب جيب المواطن.
13.عمل قاعدة بيانات محوسبة في كل التخصصات التعليمية والصحية والزراعية والتجارية والصناعية والسياحية والخدماتية... ،حصيلة للأداء اليومي تحتوي على الأرقام والتفاصيل ليتم اللجوء إليها باتخاذ القرارات وتبيان الإخفاقات والنجاحات على مدار فترات زمنية قصيرة ومتوسطة المدى ،وأن لا يتم التركيز على جزئيات النجاح دون مقارنته بالمتغيرات السابقة او بشمولية الأداء،ولتمكين الذكاء الأصطناعي في القريب العاجل من الإستفادة من هذه البيانات في وضع الحلول وحل المشاكل.
14.عدم تدوير المسؤولين في مراكز قيادية لأن العالم اليوم اصبح أكثر دقة في كل تخصص لنجاح اي عمل في القطاع العام.
15. تأهيل المسؤولين التأهيل المناسب بما بتماشى مع التغيرات العالمية وأهمها التكنولوجية.
16. الانفتاح على العالم العربي والتكامل الإقتصادي والتعليمي والتكنولوجي وعمل مؤسسة وصندوق للريادة والإبتكار العربي.
في النهاية يجب إختيار المسؤولين بعناية فائقة لتبوأ المراكز ،وإذا كان هناك خلل في عملية الإختيار يجب اتباع طرق عملية ودقيقة آخذين بعين الاعتبار التحديات الجديدة وإعادة النظر في الذين يقدمون الدراسات والإستشارات والنصيحة لصانع القرار لإختيار القيادات التي تصنع المستقبل كما أرادها جلالة الملك ويوجه سمو ولي العهد على الدوام من أجل مستقبل مشرق أكثر طمأنينة يسوده العدل وتكافئ الفرص ، فنحن لا نمتلك ترف الوقت ،ويا حبذا لو تم تشكيل لجنة إستراتيجية إقتصادية تعمل بوضوح وشفافية لديها خارطة طريق ومراجع أهمها رؤية التحديث الإقتصادي والسياسي والإداري تشرف على عملية إختيار المسؤولين والقيادات ومراقبة أدائهم ومحاسبة المقصرين منهم ،وأن تتبع لصانع القرار الأول حتى نقوم بالترجمة الحقيقية على أرض الواقع لما خططنا له.

الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي.
رئيس مجلس إدارة شركة جوبكينز.
المهندس مهند عباس حدادين
mhaddadin@jobkins.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع