في هذه الساعة ونحن نرى على الهواء مباشرة تمدد العدوان الإسرائيلي إلى لبنان، موشكا الانتقال إلى سورية، فبات لزاما علينا في الأردن إعادة التموضع اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لتقوية جبهتنا بمواجهة ما هو قادم.
فالقادم معقد ولن ينجو منه المتردد، ولا من يغفل عن جيوب الضعف لديه.
عندما تهدد شخصيات مقربة من نتنياهو أن الدور قادم على كل المنطقة، وهذا قبل أن يصل ترامب المرشح الأميركي إلى رئاسة الولايات المتحدة، وهو الذي يمارس السياسة بعقلية التاجر العقاري: "إسرائيل صغيرة وعلينا أن نوسعها" يعني إلى الضفة الغربية. وهذه الاشارة تكفينا لنقف على رؤوس أصابعنا.
المطلوب الآن رؤى جادة وسريعة التنفيذ لردم أي هوة ضعف نشعر بها، فالاحتلال عينه ترى ويده تنفذ، وقلبه ممتلئ بالحقد، وسيبدأ أولا باستهدافنا اقتصاديا واجتماعيا لخلخلة جبهتنا الداخلية التي هي عنصر قوتنا.
العدوان على لبنان سيطول - ربما عام وربما أكثر، فهل جهزنا له عدته الوطنية اقتصاديا؟ هل لدينا تصور لفقه أولويات الازمات؟ هل اعددنا لمشروع وطني أردني خاص بنا؟
أول الإجراءات المطلوبة الاستعانة بكل أصحاب الخبرة، فهذا الوقت ليس أوان مجاملة أحد، وهذا وقت العمل الوطني الجاد والمخلص.
نريده مشروعا وطنيا أردنيا بامتياز. انظروا كيف أن دولا في الخليج أغلقت حدودها ووضعت نصب عينها مصلحتها. كان لديهم كل الحق في ذلك.
الاشتغال بأجندة أردنية صرفة هي طوق النجاة. نحن بحاجة إلى انتماء يحولنا إلى الخريطة الأردنية تركز على المصلحة الوطنية العليا.
دعونا نجلس كل ذي خبرة في مجاله على الطاولة بشكل يشبه ما فعلناه في التحديث السياسي والاقتصادي شكلا. اما جوهرا فالهدف الخروج بخريطة سريعة التنفيذ ومشروع وطني أردني يُحصن جبهتنا الداخلية ويقويها سياسيا واقتصاديا.