أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اربد .. البندورة بـ20 قرش في السوق المركزي اليوم الاحتلال ارتكب 5 مجازر راح ضحيتها 51 شهيدا في عزة خلال 24 ساعة الإعلام العبري : مقتل جنديين باشتباكات مع حزب الله ديوان المحاسبة: لا يمكن إغفال أي ملاحظة بالمؤسسات حتى إغلاقها "قانونيا" المعايطة: الأردن قطع شوطا كبيرا في منظومة العمل الإصلاحي الدانمارك تحقق في انفجارين قرب سفارة إسرائيل عشرات الشهداء بقصف إسرائيلي على مدرسة ومعهد للأيتام في غزة لبنان يتسلم دفعة المساعدات الأردنية الثالثة ماذا تفعل الدول لإجلاء رعاياها من لبنان؟ إسرائيل تنذر سكان 24 بلدة لبنانية بالإخلاء وتضم فرقة جديدة مستوطنون متطرفون يقتحمون باحات الأقصى اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لدعم لبنان غداً رئيس الوزراء في جولة ميدانية بمحافظة المفرق وسائل إعلام إسرائيلية: إصابات في صفوف الجيش المرشد الإيراني: وجود أميركا ودول أوروبية في منطقتنا هو أساس المشكلة فصل واسع للتيار الكهربائي عن مناطق الأسبوع المقبل - تفاصيل تعرف على اسعار الذهب في الاردن اليوم الأربعاء الأمن يكشف عن أبرز أسباب الحوادث خلال 24 ساعة الماضية القناة 12 الإسرائيلية: رصد 20 قذيفة من لبنان على منطقتي الجليل الغربي والكرايوت ضبط اعتداءات مائية ضخمة في وادي السير
الاستدارة نحو الأردن من جديد
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الاستدارة نحو الأردن من جديد

الاستدارة نحو الأردن من جديد

02-10-2024 10:46 AM

منذ بدء الحرب على غزة، والتحليلات كانت تتناول تأثيرات الوضع على الأردن، خصوصا، أن ما يرتبط بغزة، يرتبط مباشرة، بالضفة الغربية والقدس، وكلاهما يجاور الأردن بشكل مباشر.

كانت الدعوات على أعلى مستوى وبين طبقات محددة، تركز على ضرورة إدامة الدعم الإنساني الأردني لغزة، ومواصلة الحملات الدبلوماسية، وفي الوقت ذاته التنبه للأردن، وتعزيز الاستدارة نحو شؤونه الداخلية، لأن الأردن لديه أولويات ومصالح والتزامات يتوجب أن تستمر، لا أن تتراجع، فيما إعادة التركيز على الأولويات في الأردن، لا تعبر أصلا عن إدارة ظهر لغزة.

لكن تأثيرات الحرب بقيت هي الأقوى، إذ على الرغم من كل محاولات استعادة الحياة، إلا أن تأثيرات الحرب بقيت حادة، والأمثلة على ذلك متعددة، من تراجع تحصيلات الخزينة من الضرائب والرسوم بشكل قد يقترب من مليار دينار في بعض التقديرات بنهاية العام، فوق العجز المقرر أصلا، وتوقف كثير من القطاعات، أو تراجعها، مثل البناء والسياحة وتجارة العقار، وبعض هذه القطاعات تضرر في كل المنطقة مثل السياحة، ولم يكن التراجع أردنياً وحسب.
بدأ الأردن باسترداد حياته جزئيا، من خلال تواقيت مختلفة، حيث استمرت الحياة، من مواسم الزواج إلى الثانوية العامة إلى قبولات الجامعات، مرورا بتنشط قطاعات اقتصادية بشكل جزئي، وإعادة تركيز الدولة على الأولويات الداخلية في كل المحتوى الإعلامي والسياسي والاقتصادي، ورفع المعنويات، والكلام عن مشاريع كبرى مقبلة على الطريق، وأهمية التحديث السياسي، وما نتج عن الانتخابات، التي ظهرت فيها تأثيرات حرب غزة أيضا، وصولا إلى الإجراءات الاقتصادية الواجب اتخاذها اليوم، حيث نقف اليوم أمام صندوق النقد الدولي لمراجعة مالية صعبة، بسبب جملة العوامل السلبية التي تركت أثرا حادا، لا يمكن التهوين منه.
الحض على "الاستدارة نحو الأردن" عملية تعرضت إلى تعثر، ليس بسبب غياب الدعوات لذلك، بل لأن الشعب الأردني تؤثر عليه الصورة التلفزيونية مثل كل شعوب الدنيا، قبل الخطابات والشعارات، وحين يرى الأردنيون كل ليلة كل هذه الحروب حولهم، في فلسطين، ولبنان، واليمن، والعراق، والمخاوف من توسع الحرب، وسيناريوهات التهجير، وغير ذلك، واستباحة إسرائيل للمنطقة، تتأثر قدرتهم على ترتيب أوراقهم مجددا، وتنخفض نتائج الدعوات للاستدارة نحو الأردن، خصوصا، أن الاستدارة لا يمكن تنفيذها دون شراكة الناس، أصلا، حيث هم أساسها الأول، والمواطن هو الذي يتزوج ويشتري وينفق ويسافر، وما دام أسيرا للصورة التلفزيونية المؤلمة، التي تعزز مخاوفه فلا يمكن له أن يخرج من حالة الانجماد إلا مضطرا أو محتاجا وضمن حدود.
أهم طرف في تعزيز "الاستدارة نحو الأردن"، والداخل، هو الشعب، وهناك حالة توتر كلما انخفضت عادت وارتفعت، وكلما قال الناس أوشكت الحرب على التوقف عادت وتجددت.
هذا لا يعني فشل الدعوات لتحقيق استدارة نحو شؤون الأردن، لكن إشراك الناس وإخراجهم من مخاوفهم، وتحريك الداخل الأردني أمر مفيد جدا، وقد يكون مناسبا الدعوة اليوم لأمر مهم، أي عقد مؤتمر وطني على مستوى عال، لبحث مستقبلنا في هذا الإقليم، والتحديات التي نواجهها في الأردن، وعلينا أن نصوغ توافقات جديدة، ونعيد تعريف كثير من الأشياء، ونحدد نظرتنا الإستراتيجية للعلاقة مع الأميركيين، والموقف من إسرائيل، وتحالفاتنا العربية، وماهية موقفنا في حال انفجرت الأخطار في وجهنا أكثر، وتحديد آليات اقتصادية لاستعادة حيوية الاقتصاد، وهذا مؤتمر لا يراد له أن يكون شكليا، حيث هدفه يكمن في الخلاص من الإدارة اليومية لشؤون الداخل، وإزالة الشعور بأن لا إجراءات استثنائية لمجابهة وضع استثنائي أيضا، ولإعادة جمع كل الاتجاهات الشعبية والسياسية، على أجندة موحدة، خصوصا، ونحن نعبر توقيتا خطيرا.
سلاسل الدول المستهدفة باتت واضحة، وافتراض ألا يأتينا الدور، مجرد توهم، لأننا وسط حرائق الجوار، إما بتأثيرها غير المباشر، أو بأي مفاجآت قد تستجد ضدنا، حيث لا مأمن بعد اليوم، ولحظتها لن ينجح جمعُ الفريق المبعثر وطنيا، في يوم وليلة.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع