بقلم الإعلامي موسى الدردساوي - تُعتبر منطقة الشرق الأوسط مركزًا عالميًا للصراعات السياسية والاقتصادية، حيث تتشابك المصالح الدولية والإقليمية في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة، يمكننا تحليل بعض العوامل الرئيسية التي قد تؤدي إلى تصعيد النزاع إلى مستويات أعلى، سواء كانت إقليمية أو عالمية .
كون الأحداث التي تعصف بالمنطقة تشير الى التنبؤ بأن المنطقة تتجه نحو حرب عالمية حيث تسعى الولايات المتحدة لتنفيذ "مخطط الشرق الأوسط الجديد" من خلال استخدام إسرائيل كدرع عسكري،،والتي تحاول بدورها فرض صفقة القرن. مما يعكس نواياها بالسيطرة الكاملة على الشرق الأوسط وثرواته ، ما يثير تساؤلات عديدة حول مستقبل المنطقة.
فمثلاً هل سنشهد تحركات ملموسة من روسيا والصين للتصدي للمخططات الأمريكية الإسرائيلية؟ أم أن هذه القوى ستفضل التركيز على مصالحها الخاصة، مما قد يترك الساحة مفتوحة أمام الولايات المتحدة لتعزيز سيطرتها الكاملة على ثروات الشرق الأوسط؟ إن الأيام المقبلة قد تحمل في طياتها إجابات عن هذه التساؤلات، حيث تتزايد الضغوط على النظام الدولي ويظهر التنافس بين القوى الكبرى بشكل أوضح.
وفي ضوء هذه الديناميكيات يلعب الأردن دورًا حيويًا كحلقة وصل بين الشرق والغرب، حيث يقع الأردن في موقع استراتيجي يتيح له التواصل مع دول متنوعة ثقافيًا وسياسيًا. و يتبنى الأردن سياسة معتدلة تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتنمية علاقاته مع الدول الفاعلة في المنطقة، مما يجعله نموذجًا يحتدا به في عالم مليء بالتوترات والصراعات.
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر الأردن اهتمامًا خاصًا بتقديم نفسه كوسيط في النزاعات الإقليمية والدولية. هذه الوساطة تعكس التزام الأردن بتحقيق الحلول السلمية وتعزيز الحوار كوسيلة لحل النزاعات ، آي إن الأردن لا يساهم فقط في استقرار المنطقة، بل يعزز أيضًا من دوره كداعم للسلام والتعاون بين الشعوب.
و إن استمراره في تبني هذه السياسة المعتدلة سيساعده على مواجهة التحديات المستقبلية ويضمن له دورًا مهمًا في الجهود الدولية لتعزيز السلم والأمن في الشرق الأوسط.
وفي الختام تشير التصريحات والتحركات العسكرية الأخيرة إلى تصعيد محتمل، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز نفوذه والحفاظ على مصالحه. في ظل هذه الأوضاع المتوترة، يبقى الأمل في أن تسود الحكمة والعقلانية، وأن يتم تفعيل الدبلوماسية كوسيلة لحل النزاعات بدلاً من الانزلاق نحو صراعًا شاملاً قد تكون تداعياته كارثية على العالم أجمع. لذا، يتوجب على القادة والجهات الفاعلة التعلم من الأخطاء السابقة، والعمل بشكل جماعي نحو تحقيق السلام، لأن خيار الحرب لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة. في النهاية، إن مسار الحكمة والعقلانية هو ما سيقود العالم نحو الاستقرار والازدهار.