في حبّ الوطن وعشقه قصائد كثيرة، ومفردات ربما تتجاوز بلاغة اللغة، لكن أكثرها عمقا هو ما تنبض به القلوب فهي لغة استثنائية لا تليق سوى بالوطن، تلتف حولها كل معاني وأبيات قصائد البشرية، فنبض القلب يحكي عشقا ويحمي وطنا، ويصون عظمته، ومهما تحدثت ألسننا وجاهرت حناجرنا بلغة العشق والحب للوطن وترابه يبقى القصور غالبا.
وفي هذه الفترة الدقيقة والحساسة تتعدد أشكال التعبير عن حب الوطن، وربما الأهم اليوم الاصطفاف بصف الوطن والالتفاف حول مؤسسات الدولة، ونجعل حبّنا للوطن في مساحات التطبيق العملي، وليس مجرد كلمات وتعابير خشبية، تبقي عواطفنا في أماكن باردة لا تنقل حقيقة ما نشعر به تجاه الأردن الوطن الأكبر على خارطة العالم بأسره في المثالية والنموذجية بكل شيء.
اليوم لا نحتاج قولا بقدر حاجتنا لضرورة تعزيز الوعي الوطني، وأهمية الالتفاف حول مؤسسات الدولة وتقديم الدعم لها في هذه الظروف الدقيقة، هذه رسالة الحكومة منذ يومين، لا نحتاج قولا بعيدا عن الفعل، لنجفف منابع الأكاذيب والإشاعات، والأخبار التي تقف خلفها أجندات غير آمنة، ولنحرص على نشر وتداول المعلومات الصحيحة الصادرة من مصادرها الرسمية، لنقف خلف الخطاب الرسمي داعمين وناشرين له، فهي مرحلة دقيقة لا تحتمل أي خطأ وإن لم يكن مقصودا، سيما وأننا واقعنا واضح الرؤى لا ضبابية تحيطه.
ظروف إقليمية صعبة إن لم تكن الأصعب منذ سنين، ما يجعل من حبنا للوطن يظهر ويعتلي كل القضايا والتفاصيل أيّا كانت، فالمهم اليوم والأهم الوعي وحبّ الوطن عملا لا قولا، والتشبّث بالمصلحة الوطنية، ودعم المؤسسات الوطنية والأجهزة الأمنية والعسكرية، ففي أدوارهم يبقى الأردن أيقونة سلام وحضارة وتميّز، ومثالية، لذا نحتاج وعيا وطنيا في التعامل مع ما نعيش من أحداث إقليمية، وحماية الوطن من أي إشاعات، وتضليل، وأن يعلو صوت الأنا الأردنية عاليا في ظل ظروف حساسة، والأنا هنا ليست سوى فخر وعزة وحبّ بوطن حقيقة لا يشبه سوى نفسه.
لسنا في ميزان كلمات تعلو به كفّة على أخرى، نحن في ميزان عطاء وعهد للوطن بأن يبقى مصانا بحبنا له، نلتف خلف قيادتنا العظيمة، ونحيط الوطن بأهداب العيون، ندرك أننا في منطقة مضطربة لا بل ملتهبة، ما يجعل من القادم محاطا بظروف دقيقة، وندرك أن حربا يواجهها نشامى الأجهزة الأمنية والجيش العربي على الحدود في محاربة آفة المخدرات، والتهريب، وندرك أن الأردن يدفع ضريبة مواقفه الوطنية الاستثنائية من الحرب على أهلنا في غزة، ومعركته الدبلوماسية للقضية الفلسطينية، ومؤخرا لوقف الحرب على الشقيقة لبنان، ندرك أن الأردن عظيم المواقف والعطاء والفعل، بالتالي علينا جميعا أن يكون إدراكنا لكل هذا ركيزة لحياتنا ولحمايتنا للوطن وحبنا له، وجعل ذلك يكون عمليا بالفعل لا بالقول.
في حب الوطن لنستمع لنبض قلوبنا، فهي من تحكي حقيقة ما نشعر به، وما يجعلنا نقدّم للوطن ما يليق به من عظمة العطاء وتميّز الإنجازات، وعمق صونه وحمايته من أي سوء، وأن نلتف حول المؤسسات الرسمية ونستمع للخطاب الرسمي، لنعيش على يقين بأن الأردن استثنائي بحرفيّة المعنى.