أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. أجواء خريفية لطيفة ابو طير يكتب : كلام عن الإضرابات الاحتلال يرتكب مجزرة ضد النازحين في مخيم البريج .. و70 شهيدا خلال 24 ساعة فقط (شاهد) هآرتس .. أصوات عربية “معتدلة”: هل تريد إسرائيل احتلال الشرق الأوسط بحجة 7 أكتوبر؟ حزب الله يستهدف وحدة استخبارات إسرائيلية بتل أبيب المعاني: المستشفيات الميدانية في الاردن مهجورة بعد الحوثي والقسام .. حزب الله يقصف "تل أبيب" برشقة صاروخية (شاهد) 3828 حالة احتيال الكتروني في الاردن خلال 2023 مجزرة جديدة .. 15 شهيدا بقصف خيام النازحين في البريج - فيديو النفط يرتفع لأكثر من 80 دولارا للبرميل مدفوعا بالتوترات في الشرق الأوسط الحوثيون يقصفون تل أبيب وإيلات في ذكرى طوفان الأقصى (شاهد) المؤشر الأردني لثقة المستثمر يرتفع بنسبة 26 بالمئة شخصيات وطنية وسياسية وعشائرية تؤبن الدكتور معروف البخيت "العاملين في البلديات" تطالب الامانة بصرف زيادة لعمال المياومة الأردن يكسر الحصار على غزة ويتصدر جهود الإغاثة عبر الإنزالات الجوية إطلاق 5 صواريخ من لبنان تجاه (تل أبيب) الملك يبعث برقية لخادم الحرمين الشريفين متمنيا له الشفاء العاجل الخدمات الطبية: الأردن ثالث أكبر دولة قدمت الدعم اللوجستي لأهل غزة الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة الأمير سلطان الاحتلال يستخدم المنطقة البحرية لضرب لبنان قريبًا
ابو طير يكتب : كلام عن الإضرابات
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ابو طير يكتب : كلام عن الإضرابات

ابو طير يكتب : كلام عن الإضرابات

08-10-2024 01:47 AM

كتب : ماهر ابو طير - وقعت إضرابات عدة في الأردن وفلسطين، على خلفية أحداث غزة، وهذه الإضرابات تريد الاحتجاج على ما يتعرض له أبناء غزة، من مذابح، لكنها غير منتجة ولا منطقية.

التعبير عن الوطنية يكون بالعمل، ودفع أرباح عمل ذلك اليوم الذي تمّ الإضراب فيه، إلى الغزيين بوسائل مختلفة، لأن الإضراب هنا، لا يضر عدوا، ولا يؤثر على اقتصاده، بل يضر الأردن وفلسطين، واقتصادات البلدين، دون أن يكون له جدوى سوى الاحتجاج الشكلي.

الإضراب بخصوص قضايا مثل غزة، يكون مفهوما ومقبولا من شعوب غير عربية، ولو أضرب سكان لندن الشرقية، أو فنزويلا، تضامنا مع غزة، لكان مفيدا جدا، ولوصلت الرسالة إلى مستويات دولية، ولحققت غايات كثيرة، مثل المظاهرات والمسيرات في الولايات المتحدة، ودول أوروبية، من أجل تجريم إسرائيل التي سرقت فلسطين، وتنكل بشعبها طوال عقود.
هكذا قضايا لا تعالج بالإضرابات، لأن صاحب القضية، أردنيا كان أم فلسطينيا، لا يتضامن أو يحتج، مثل بقية شعوب العالم، بل يساهم بوسائل مختلفة بمناصرة الفلسطينيين، وما هو متوقع منه، ومطلوب أيضا، مختلف عن بقية شعوب العالم، التي تبعد عن المنطقة.
في الضفة الغربية حدث إضراب مؤخرا بعد جرائم إسرائيل في طولكرم، والإضراب هنا لا يوقف إسرائيل، بل لا يضرها أبدا، لأنه يصبّ هنا في إطار تعطيل اقتصاد الضفة الغربية، وشلل الفلسطينيين، فوق ظروفهم السيئة جدا، وكأنّ أهل الضفة يعاقبون أنفسهم، فوق التنكيل الإسرائيلي والمذابح في غزة والضفة الغربية، من خلال تعطيل حياة الناس، ووقف الاقتصاد، وجلوس الناس في بيوتهم، بدلا من إدامة الحياة في وجه الاحتلال الإسرائيلي المجرم.
في الأردن حدثت إضرابات مختلفة، على خلفية القضية الفلسطينية في مواقع متعددة، فتفكر مطولا في جدوى الإضراب، وبماذا يفيد الفلسطينيين، وهل تدمير الذات هنا، أو تعطيل الاقتصاد، او تصنيع أزمة، يساهم في مساعدة الشعب الفلسطيني، وقد كان الأولى العمل، والإصرار على العمل وإطلاق حملات لدعم الغزيين على سبيل المثال بالدواء والغذاء والمال، من خلال العمل، وما يجنيه المرء من عمله، أما الإضراب فهو مجرد تكاسل وطني، في بلد ليس ساحة للشك بشأن الموقف من فلسطين، حتى نضع النقاط على الحروف.
يقال هذا الكلام ليس على ألسن المندسين، بل على ألسن الوطنيين، الذين يفهمون أن فلسطين لا يفيدها إضراب، ولا حرق ولا تجمهر، وما يفيدها هو تعظيم مبدأ المقاومة بطرق عاقلة مفيدة، من أجل تعزيز هوية فلسطين التاريخية، ومن خلال طرق الدعم المختلفة، خصوصا، حين يكون الإضراب أيضا في الأردن يعني في الدلالة، أن المرء يعاقب نفسه، ولا يعاقب الاحتلال.
لكل إنسان الحق في التعبير عن موقفه، وعن قضيته، وكيفية إدارة رد فعله، لأن فلسطين مقدسة، مثلما هو الأردن جزء من الأرض المقدسة، وأساسي، وإدامته، أمر عقائدي، والتفكير بكلفة أي تصرف أمر يجب أن يكون حاضرا، دون جحود، أو استخفاف بالكلف، خصوصا، أن اللجوء لأنماط مثل الإضراب، تضر صاحبها، ولا تفيد فلسطين بأي شيء أصلا.
لو ذهبنا إلى غزة وسألنا الغزيين، لقالوا لك، وهم الذين سطروا بطولات الشرف في وجه الكيد الإسرائيلي والتآمر العربي والإقليمي والدولي، إن كل ما يريدونه اليوم هو وقف الحرب، وأن هكذا إضرابات لا تفيدهم أصلا، وليس أدل على ذلك من أن أهل غزة، يواصلون العمل والتجارة حتى في ظرف الحرب، ولا ينقلون المعركة إلى تركيبتهم الاجتماعية، ويدركون بفطرتهم أن كل خطوة يجب أن تكون عميقة ومدروسة من حيث النتائج، والجدوى الوطنية أيضا.
من يريد أن يضرب فليضرب، فلا أحد يخوّنه، ولا أحد يمنعه، لكن يبقى الاستخلاص الذي يقول إن عقودا من الإضرابات في المنطقة، لم تضر إسرائيل بأي شيء، بل أضرتنا نحن أبناء هذه المنطقة، وكان الأولى ابتكار أنماط مساندة مختلفة، تحدث فرقا في المشهد، واسالوا الغزيين عمّا يريدونه وعمّا يحتاجونه أصلا وسط هذا المشهد الدموي الممتد في كل المشرق.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع