عام كامل انتهى منذ انطلقت جريمة إبادة الفلسطينيين، والدم البريء يجري بلا انقطاع، ولا كرامة لبني البشر، ولا مصداقية للنظام الدولي ولا وزنا، وما زالت فصول ملحمة الصمود العربي في فلسطين ولبنان تتوالى، وكذلك فصول جريمة الإبادة، تتوالى وتتسع وتتمدد، وآخذة في التعاظم ما دام نصل السكين يسير بسلاسة في رقاب وأجساد العرب، ويمزق لحمهم اللين الهيّن على قانون العدالة العالمي..
عام ونحن نواجه ونشاهد كل مشاهد القتل والحرق والدمار والموت، عام، والإنسانية والقانون والكرامة وكل أنواع الشعور في إجازة .. والصامتون يقتربون من الجريان أشلاء في نهر الدم المسفوح، والجبن المفضوح.
كتبنا في بدايته بأن البطش الإجرامي الصهيو-أمريكي، سيفتك بقرى النمل، بلا أدنى شعور ولا مسؤولية ولا قانون ..
عام والجريمة تحدث كل ثانية بين قتل وتشريد وتجويع واغتصاب .. ووصلت قطعان الضحايا خلاله إلى حدّ قبول انتظار دورها على المقصلة، بلا أدنى إحساس ولا مقاومة للسكين ولا حتى إغلاق الآذان عن قهقهة المجرم حين يذبح طفلا وامرأة ورجلا من كل الأعمار والأوزان والأحجام، فلا فروقات بينهم تحت أداة القتل.
عام والجريمة تزدهر وتنمو، والضحايا يتماثلون لأمثل حالات القبول والطاعة والرضا.
وعام كامل على سطوع شمس الحقيقة وحرائقها.. وعدالتها وسموها فوق كل الدماء والأرواح والحياة كلها..
عام مضى والزمن يجري إلى ما شاء الله، بلا توقف ولا ندم ولا حسرة على صمود صاحب الحق، والقضية العادلة، فمطلبه هو الحرية، وهي لا تليق إلا بمثل هؤلاء العمالقة الصابرين، الذين لا يساومون على حريتهم ولا حتى بأرواحهم.
عام من المخاض وربما أعوام وقرون، ولا شيء يعدل أو يساوي الحرية.