عندما يكون الأردن ثالث أكبر دولة في العالم قدمت الدعم اللوجستي لخدمة أهلنا في غزة، فهذا يعني بوضوح، أن الأردن في مقدمة الداعمين لأهل غزة، وفي مقدمة الواقع النضالي وتعزيز صمود الأهل في غزة، يعني أن الأردن يحضر معينا وسندا لغزة، بعيدا عن التصنيفات الرقمية، هو في المقدمة، يقدّم وبأداء حقيقي وعملي، بعيدا عن أي مظاهر يجاهر بها ليثبت وجودا هو أساس في مشهد الدعم لغزة والوقوف معها عملا لا قولا.
بالأمس، تحدث مساعد مدير الخدمات الطبية الملكية للشؤون الطبية والأقاليم العميد الطبيب سهل الحموري، عن دور الأردن في دعم الأهل في غزة، قائلا «إن الأردن ثالث أكبر دولة في العالم قدمت الدعم اللوجستي لخدمة أهالي غزة، مضيفا «أن التوجيهات الملكية السامية، وتوجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، بتقديم مختلف الخدمات الطبية الممكنة للأشقاء في قطاع غزة والضفة الغربية»، كلمات حاسمة واضحة لا يشوبها أي ضبابية، ولا تحتاج تفسيرات، ولا إيضاحات، مع العلم أن الأردن يقدّم الدعم والعون للأهل في غزة دون البحث عن مرآة، أو منابر يتحدث بها عن هذا الدور الإنساني، يقوم بذلك وفاء للعهد تجاه أهلنا في غزة، وفلسطين، فهي الرسالة الأردنية التي يتشبّث بها الأردن بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعة شخصية من جلالته والتي باتت من ثوابته وأولوياته.
كثيرون يبحثون عن بؤر سلبية يدخلون من خلالها لأسئلة عن دور الأردن حيال غزة، لهم وللعالم، الأردن لم ولن يغيب عن غزة، ولن يتخلى عنها، الأردن وضع إمكانيات عظمى الدول لا تتمكن من وضعها لمساعدة الأهل في غزة، ولا أتحدث هنا عن الأمور الملموسة فقط، إنما أتحدث عن الجوانب السياسية والدبلوماسية وكذلك الإعلامية بالطبع يرافقها الإنسانية والإغاثية، ليحضر بقوة العطاء والتميّز والعملية، يحضر بقوة الوطنية ومساندة الأهل بعيدا عن بلاغة اللغة، والبحث عن كلمات مزخرفة يحكي بها عن ما يقدّم، ذلك أن ما يقدمه مُعاش في غزة، ومتفّرد في الكثير من أشكال الدعم، علاوة على أن الأردن ثالث أكبر دولة في العالم قدمت الدعم اللوجستي لخدمة أهلنا في غزة.
الأردن عاش وجع غزة في شوارعها ومع ناسها، لم يكتف بتقديم المساعدات فقط والتي بالمناسبة تلامس احتياجات الأهل في غزة بحرفيّتها، إنما حضر نشامى الخدمات الطبية الملكية والنشميات على العيش في غزة مع أهلها ووسط ظروف الحرب بكافة تفاصيلها، لتقديم السند والعون الطبي والصحي، والنفسي لجميع الغزيين، فكان الأردنيون الوحيدين دونا عن غيرهم من يرسلون المستشفيات الميدانية مع كوادرها، ناهيك عن الحرص على تطوير ميداني خان يونس وإجراء الجراحات المتقدمة للمرضى والجرحى، بالإضافة إلى العمليات المتقدمة.
وتجاوز عدد مراجعي المستشفيات الميدانية الأردنية في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول 2023 الــ 494 ألف شخص، في حين خدم المستشفى الأردني في شمال غزة، أكثر من 43 ألف مريض، هذا هو الدعم الذي يريده الغزيون، وهذا هو الموقف الصادق والعملي الذي يبحثون عنه ليعزز من صمودهم، ويؤكد لهم أن شقيقهم الأردن يقف معهم، وفي هذا الشعور أكبر حاجات الأهل في غزة، فهم باحثون عن شعور يؤكد لهم وقوف الأشقاء معهم، ودعمهم والأردن بذلك الأقرب والأكثر سندا ودعما عملا لا قولا.
كثيرون لا يعرفون أن مئات المواليد في غزة بعد 7 تشرين الأول يحملون أسماء من شخصيات أردنية وقيادات أردنية، وأطباء وكوادر المستشفيات الميدانية الأردنية، ليبقى الأردن حاضرا بأسماء أبنائهم وبناتهم، لا يغيب عن مناداة شخصياته بين أفراد أسرهم، أطلقوا هذه الأسماء لأنهم عاشوا مواقف أردنية لم يروها مع أي بلد آخر، فالأردن قدّم ويقدّم لغزة وفلسطين، بشكل عملي، وملموس ومُعاش.