يستأنف رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان اليوم وغدا جولاته الميدانية التي دشنها منذ تكليفه بمهامه، في رؤية مؤطرة قال إنها ليست للاستعراض الإعلامي، وإنما للاستماع للناس بشكل مباشر والوقوف على احتياجاتهم وملاحظاتهم، بعيدا عن تقليدية انتظار ما يضعه المسؤول على مكتب الرئيس من تقارير وإحصائيات وإستراتيجيات وأرقام.
هكذا يؤمن الرئيس في مفهومه للعمل الميداني، كون الإستراتيجيات والتقارير الصماء، غير كافية لبناء القرارات كما في مناقشة أصحاب الشأن وجاهيا. لكن على الرئيس ألّا يغفل أهمية حتمية تحول الزيارات الميدانية إلى منجز، وفق الإمكانيات والقدرات.
في حديث جانبي مع أحد المقربين من محيط الرئيس، بين أن القرارات المتعلقة بنتائج الزيارات ستتخذ سريعا بهدف طمأنة المواطنين بأن قضاياهم محط اهتمام ومعالجة، وبالتالي المساهمة في تحسين شعور الناس وبناء الثقة بمؤسسات دولتهم. يضيف "هناك اجتماع يعقد صباح كل يوم لوحدة المتابعة والتنفيذ التي أنشئت مؤخرا في رئاسة الوزراء لغاية متابعة تنفيذ سير العمل في الإجراءات المطلوبة خلال الزيارات الميدانية لضمان تحقيق ما التزمت به الحكومة".
هذه الوحدة ستعلن بشكل دوري عن سير العمل في الإجراءات التي التزمت بها الحكومة، وما أنجز منها، حتى يطلع المواطن على ما تحقق إثر التواصل المباشر معه والاستماع لمطالبه، وأن الحكومة ستكون في منتهى الوضوح والشفافية مع الناس فيما إذا كانت قادرة على تحقيق جميع المطالب، أو بعضها، أو أنها غير قادرة على جزء منها.
في متابعة أجرتها "الغد"، فإن زيارة الرئيس إلى مدرسة في غور الصافي نتج عنها فعليا بدء عمليات التأهيل، إلى جانب حل مشكلة مصنعي الخضار والفواكه في المنطقة نفسها. يقول الصديق المقرب من محيط الرئيس إن "النتائج ستعلن تباعا، وإن الزيارات الميدانية لن تنقطع، ولن تقتصر فقط على المؤسسات التي تحتاج إلى إجراءات، بل ستستهدف أيضا مؤسسات أنموذجية لتقديم الشكر لها على جهودها".
هذا ملخص ما يجري في أروقة رئاسة الوزراء بخصوص الزيارات الميدانية للرئيس، التي تسعى إلى تحقيق معادلة التواصل المباشر بشكل يومي، وحل المشاكل بسرعة، وبناء القرارات والسياسات عطفا على نتائج الميدان. لكن يطرح البعض تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة على ضمان ديمومة هذا العمل بنفس الوتيرة والحماسة، وهو التحدي الأكبر أمام رئيس الوزراء، خصوصا مع انغماسه لاحقا بملفات كبيرة، وبدء جلسات مجلس النواب، وهو أمر متوقع، وسيحول دون تمكن الرئيس من الحفاظ على نفس الوتيرة في الإنجاز الميداني.
هذه تساؤلات مشروعة، والأمل أن يكون الرئيس مختلفا عن غيره في هذا الإطار، ويقاتل من أجل الحفاظ على النهج الذي اختطه لنفسه بعد يوم من تسلمه مهامه، وهذا ما نحتاج إليه كأردنيين، ونقبل به، ونسانده.
وحتى يتم تجاوز أي إرباك في هذا النهج، على باقي الفريق الوزاري أيضا الانغماس الميداني مع الناس، ومؤسسات الدولة، والوقوف على الاحتياجات، وتلبية المطالب، حتى تكتمل صورة العمل ويتحقق الهدف من الزيارات سواء التي ينفذها الرئيس أو أي من وزرائه، ولضمان التخلص من مفهوم الإستراتيجيات والقرارات المبنية على ما يصلنا من ملاحظات إلى ما نراه بأمّ أعيننا، ونقف عليه، كأصحاب قرار كل في قطاعه.