لقد طلب مني أحد المعلقين أن اتوقف عن نقد الحكومة عندما علق على مقال لي وقال أنني دائما انتقد الحكومة ( ومش لاقي لحالك شغله ) ، هكذا كتب هذا المواطن المتفائل ومن هذا الباب سوف أمدح لحكومتنا وأدعوا لها هذا الصباح رد وتنفيذا لرغبة هذا المواطن الصالح الذي عز عليه أن اوجه نقدي الدائم للحكومة .
في البداية نحن هنا لانمدح أوندعوا لحكومة الخصاونة بعينها بل الحكومة الاردنية كمسمى وكجهاز تنفيذي يمارس ادارة الولاية القانونية على البلد وبالتالي على الشعب .
حكومتنا الله يطول بعمرها كي يكون أطول من عمر زهرة عرار ( زهرة المحكمة شعبيا ) ، وربنا يأخذ بيدها على يدها الاخرى التي تنهب به مال الشعب وربنا يساعدها على أن تشعر بوخزة الضمير عندما تسير بشوارع البلد بسيارتها ذات المحرك الواسع السعة وربنا يعطيها العافية على مقاومتها لضميرها الطيب مقابل ضميرها الشرير وربنا يعينها على صغار موظفيها ويحميها من عينهم لأنهم دائما يشعرون بأنهم مظلومون وغيرهم يأكلون اللوز والسكر وهم يأكلون الزفت وربنا يطول رباطات عنقها ويغير من الوانها لأننا زهقنا ايام زمان من الربطة الحمراء والان جاءتنا الربطة المعرقه بمائة لون .
وربنا يوخذ بيد مستشاريها ويستمروا بتشكيل لجان للجان التي شكلت وهكذا دواليك ،وربنا يعطيها الصحة والعافية كي تتمكن من التمتع بمذاق منسف النواب واصحابهم من اصحاب المزارع وربنا يسلمها من حسد المواطن ابو عين فارغة .
وربنا يبعد عنها اولاد الحرام الذين يعينوها على البقاء ويوقف لها اولاد الحلال الذين يقصرون عمرها دائما ،وربنا ينجحها في امتحان الثقة وتحصل على معدل يدخلها كلية الطب في الجامعة الأردنية بالمنافسة حتى توفر على الوطن مصاريف دراستها بالموازي ، وربنا يطول لها من عمر شعبها ويكثر من خيره كي تتمكن من تغطية مصاريف أولادها المبذرون وخصوصا الطبقة الثانية من الوزراء ( الامناء العاميين ومدراء الهيئات والمؤسسات المستقلة) ، وربنا يعطيها الخصوبة وتستمر في تفريخ وزراء واولاد وزراء ومستشارين لمائة سنة قادمة .
واخيرا ربنا يوخذ عمر الحكومة أو عمري وايهما به خيرُ الوطن أولاً؟