للوطن حق علينا فكما نحن مطالبين بالبحث عن الخلل وإبرازه لأجل إصلاحه بالمقابل نحن ملزمين بأن نبرز كل ايجابية فيه كي يصل الجميع لقناعة أن الوطن لا زال جميلا بالكثير من الإنجازات التي نعتز ونفخر بها ..
فقد مرت علينا شهور عجاف سعى البعض لتصوير أن الوطن يمر بسنوات قحط ويفتقر لأدني مقومات الجمال ..
لا يخفى على الكثيرين منا أن الفساد الذي استشرى بمفاصل كثيرة في وطننا بفعل اختيار فاسدين لم يرق لهم رؤية هذا الوطن يسير للأمام ويتطور فقرروا - وبسبب مرض نفسي أصابهم – أن يحطموا كل إنجاز فيه مما جعل المتابع لما يجري من أحداث على الساحة المحلية يشعر بان الوطن قد ضاع لان هناك من يسعى لتشويه صورته بطمس كل منجزاته وتعظيم سلبياته , ولكن المؤمن بدوره الايجابي لخدمة هذا الوطن يعي أن دوره أيضا وواجبه أن يستحضر ما في الوطن من تطور وإنجازات ويعلنها أمام العيان .
فمثلا جهاز الدفاع المدني الذي يحاول البعض أن يغض البصر عنه وهو من اعرق الأجهزة التي تستحق أن نسلط الضوء عليها , ومن حق الوطن علينا أن نبرز إيجابياته بغض النظر عن بعض الخلل فيه نظرا لتصرف فردي من هذا أو ذاك يؤثر أحيانا على سمعة الجهاز والتي يسعى القائمون عليه من خلال حسهم الوطني وإيمانهم بضرورة السعي للارتقاء بهذا الجهاز - دون تردد - أن يبحثوا عن الخلل ويعالجونه .
قبل أيام سمعنا بذلك الجندي الباسل الذي سقط شهيدا وقد آثر أن يخدم وطنه بكل قوة وجرأة مقدما روحه ومخترقا نيران اللهب ليقوم بدوره تجاه وطنه الذي أحب وأخلص له بينما لو سقط معتمصا أو فارا من وجه العدالة متوفيا نتيجة إصابة او مرض لأعطاه البعض لقب شهيد وطرزوا كل صفحاتهم بخبره فخرا به وكأن لقب شهيد أصبح أيضا حسب الواسطة وطبيعة الحدث التي تلبي غرور البعض من مدمري هذا الوطن الساعين لاقتناص أي فرصة لإحداث بلبلة وتخريب الوطن .
وبرغم ألمنا بفقدان جندي من جنود الوطن المخلصين فكم أثلج صدورنا هذا العمل الوطني الذي هو بحق من يستحق أن نشير له بالبنان ويؤلمنا أكثر تغاضي الكثير من الصحف والمواقع الالكترونية عن ذكر هذا الخبر الذي شكل لهم مجرد خبر لا يستحق أكثر من بضعة سطور لمن اهتم بنشر هذا الخبر ونرى مقابل ذلك صفحات يضعونها لأجل التركيز على سلبيات هذا الوطن والتغني بها وجعل القارئ يدرك أن الوطن قد دمر بفعل كلامهم السام وأكاد أجزم لو أن هذا الجندي الباسل قد قصر بعمله - لا سمح الله - لاعتلى الخبر صفحاتهم الأولى ووضعوا ما يحلو لهم من كافة أنواع البهارات لأجل إخراج هذا الخبر بشكل يروق لكل من يبحث عن الخلل في هذا الوطن بينما لم نسمع مجرد صدى لخبر هذا الشهيد أو غيره من الجنود الذين يواصلون الليل بالنهار لخدمة هذا الوطن دون كلل ويثبتوا لنا جميعا كيف أن العمل بحق هم أن تعمل لرقي وطنك لا أن تقف لتهتف بسلبيات تجيش بسببها المشاعر ضد هذا الوطن وتصويره بأنه هشا ومدمرا .
ألم يكن من الأولى لنا أن نركز على ايجابيات هذا الوطن مثل هذه الأجهزة العريقة ؟ لماذا استكثر البعض أن يعطيهم حقهم من التغطية بينما أبدعت مواهبهم في تسطير الأخبار التي تركز على خلل لرجل امن هنا أو رجل دفاع مدني هناك .
لماذا لم يتطرق إعلامنا إلى دور جهاز الدفاع المدني في إنقاذ ركاب باخرة الجسر العربي والذين أنقذوا - بوقت قياسي - الكثير من أخوتنا ممن كانوا على متنها والتي شهد لدور الجهاز المدني ألقاصي وغض النظر عن ذلك الداني وكأن ذكر الايجابيات تلك تشوه صفحاتهم أو مواقعهم للأسف .
ألم يأن الأوان للبعض ممن يسعوا لتشويه صورة هذا الوطن أن يدركوا أن الوطن يتطلب منا أن نعزز من إيجابياته المنتشرة في الكثير من مفاصله وان نسعى لعلاج الخلل فيه بعيدا عن تبجيلها وجعلها هي السمة الملتصقة في الوطن , فمن يحب الوطن يعمل دون خجل على إبراز كل إنجاز فيه وإن كان لا يرى جيدا فأدعوه أن بتابع منجزات جهاز الدفاع المدني ودوره في الحفاظ على روح المواطن ويعمل جاهدا لإدخال كل تطور له للسعي لتقديم الخدمة للوطن والمواطن بشكل يجعلنا نرفع رؤوسنا اعتزازا وفخرا بهذا الجهاز الذي هو أهم أرقى أجهزة هذا الوطن الذي نحب ونفخر .
رحم الله شهيد الوطن الذي سقط لأجل الوطن وأعان الله كل أجهزتنا العريقة التي تسعى لخدمة وطننا الذي نحب بصدق وتفانِ دون انتظار كلمة شكر من أحد, حمى الله وطننا من شر كل مفتن جل همه خراب الوطن بضرب منجزاته وجهود كل شريف وصادق يسعى لخدمة هذا الوطن .