يجب أن أعتذر للمرحوم والدي، الذي كان ينتخي بنا بالقول «وين النشامى»، حين يتطلب العمل فزعة واحدة مخلصة، كلها همة، هدفها الأول تلبية نداء الوالد العظيم المكافح الصابر، وثانيا إنجاز العمل بطريقة مثالية تنسجم مع رغبة ورؤية الوالد العزيز، رحمه الله وجعل الجنة مأواه.. لكنني في العنوان أتساءل ولا أطلب فزعة منتخبنا الوطني لكرة القدم، الذين كادوا أن يعرضوني للجلطة الخميس الماضي، حيث اكتشفت بأنني وحدي من يحضر تلك المباراة مع منتخب كوريا الجنوبية، بوفاء وانتماء ورغبة كبيرة في رؤية نفس المنتخب بذات الهمة التي رأيناها، حين لعب المنتخبان في تصفيات بطولة آسيا السابقة، لكنني لم أجدهم في تلك المباراة نهائيا..
ترددت العبارة الحماسية «منتخب النشامى ما منهم سلامة»، لكن في تلك المباراة «نفضوا المنتخب نفض، وغيروه وبدلوه.
ربما ليس وقت الحديث عن المباريات وكرة القدم، وحروب الإبادة تطحن إخوتنا العرب في فلسطين وغيرها، لكن هذه البطولة وعلى الرغم من أنها يمكن تصنيفها في باب المتعة والترفيه، إلا أنها فيها اسم وطن وحلم جماهير، وتتضمن فرصة ذهبية، تعمل الدول كثيرا من أجلها، وفي حالة منتخبنا الوطني هي فرصة استثنائية، عزيزة كبيرة، طالما تمنيناها وحلمنا بالوصول إليها، حيث لم يكن ينقصنا شيء لبلوغها وتحقيق نتائج فيها، ولو بلغناها لمرة واحدة لأصبح الطريق مفتوحا، ولتكررت المشاركة ولأصبح الأردن يحقق نتائج لائقة، كتلك التي تحققت خلال بطولة آسيا قبل عام تقريبا.
لا ألوم أحدا بعينه، فالجميع قصروا، ولم يرتقوا لمستوى المناسبة وأهميتها بالنسبة لبلد حقق كل إنجازاته بالصبر والمثابرة والثبات على المبادىء، وأصبحت بالنسبة لي أخجل من تذكرها، أن منتخبنا «ثاني أبطال آسيا» وفي مباراتين على أرضه خسر 5 نقاط.
كان والدي رحمه الله حين لا تعجبه همتنا وأداؤنا ينشد سخرية منا، كناية عن فتور الهمة والعمل الفردي المتناقض مع عمل الأشقاء الآخرين، فكل يعمل على طريقته ويبتعد عن الرغبة بتحقيق الغاية..
نقول هذا ونشجب «الفزعة» التي لا تبنى على إرادة وغاية كبيرة.