تأتي التحذيرات المتكررة من الأردن حول محاولات تغيير الوضع القائم في القدس ومقدساتها كرسالة تتجاوز التصريحات الاعتيادية، وهي بمثابة دعوة صريحة للمجتمع الدولي للقيام بدوره وتحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية الحساسة. فالأردن، باعتباره الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يؤكد باستمرار أن أي محاولة لتغيير الطابع الديني أو التاريخي للمدينة قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة، تهدد بإشعال صراعات دينية تمتد إلى المنطقة بأكملها.
فالقدس ليست مجرد مدينة تاريخية؛ فهي تمثل رمزاً للتعايش الديني الذي عاشه الناس فيها على مر العصور. أي مساس بوضعها القانوني والتاريخي يعد استفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين حول العالم، وقد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار ليس فقط في فلسطين، بل في الشرق الأوسط برمته. إن تغيير الطابع الديني أو أي محاولة لتغيير الهوية الثقافية للمدينة يحمل في طياته مخاطر كبيرة تهدد بتأجيج الصراعات الدينية والسياسية.
وأن الحكومة الأردنية، ومن خلال هذه التحذيرات، تسعى إلى وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، مطالبة بضرورة التدخل لوقف أي محاولات تمس بالوضع القائم في المدينة المقدسة. فالقدس ليست قضية محلية أو إقليمية فحسب، بل هي قضية عالمية تتعلق بحقوق الإنسان واحترام المواثيق الدولية التي تحظر أي تغيير في الأراضي المحتلة.