زاد الاردن الاخباري -
تعقيبا على ما نشر يوم 29 تشرين الثاني 2011 صفحة 7 بعنوان أطباء يشهرون جمعية "حماية" لحماية الكوادر الطبية نود أن نوضح ما يلي:
لم توفق هذه الجمعية في اختيار الاسم المناسب "حماية" إذ يوحي الاسم بان هناك هجوما على الكادر الطبي من قبل المواطنين ولا احد يمكن حمايتهم إلا هذه الجمعية. هذا سيء أمام العالم الخارجي يظهرنا وكأننا شعب متخلف وعلى الجمعية أن تجد اسما آخر يليق بتقدم هذا الوطن وتطوره. !!! من عاش في الخارج ولو لبرهة من الزمن يعرف كيف تتأثر سمعة هذا البلد بأي تعبير يصدر عن هذه الجهة أو تلك. وإذا كانت جمعية دينية أو مهنية ونقابة مسيسة تريد أن تحمي هذا الوطن فأين مؤسسات الدولة !! هذا كله افتراء على هذا الوطن!!!
لا نعتقد أن الاعتداء على الكادر الطبي أصبح ظاهرة وإذا وقع 200 اعتداء خلال ثلاث سنوات فماذا عن اعتداءات المركبات من خلال حوادث السيارات وأعدادها المتزايدة !!!!
كيف تقتصر الجمعية على كوادر طبية محدد (أطباء صيادلة وممرضين ) وهل هؤلاء هم فقط الذين يتعرضون لاعتداء ماذا عن المهن الطبية المساندة الأخرى والادارين والمحاسبين وحتى أفراد الأمن المدنيين في كل مستشفى !!!.
ماذا يعني اقتصار العضوية على الفئات المشار إليها وهل الحماية ستوفر للأعضاء فقط!!!
ثم ماهي نوع الحماية التي ستقدم لهذه الكوادر ؟؟ هل ستوفر الجمعية حارسا لكل طبيب و ممرض أو صيدلي !!! أو تدربه على أساليب الدفاع عن النفس!!!
إذا كان الهدف من هذه الجمعية هو " تقديم أفضل الخدمات الصحية العلاجية والوقائية" كما بين التقرير فان معنى ذلك اعترافا صريحا بان هناك تقصيرا من الجسم الطبي في القيام بواجباته تجاه المرضى!!
" إذا كانت جميع الحلول التي وضعتها وزارة الصحة والنقابات الصحية وحتى المؤسسات الأمنية " حسب ما ورد في التقرير لم تنجح فماهي الحلول التي ستعتمدها هذه الجمعية !!!
ثم إن الجمعية " الوليدة " ترفض نتائج اللجان التي شكلت لدراسة ظاهرة الاعتداءات" فماذا عساها فاعلة !!! اللهم إلا تدريب الكوادر الطبية على أسلوب الدفاع عن النفس مثل تدريبات الكاراتيه والجودو !!!
كيف سيؤثر هذا الإعلان في هذا الوقت على السياحة العلاجية ونحن نكرر صباح مساء أننا بلد الأمن والأمان و ونسينا أن الخدمات الصحية تتمتع بموجب القانون الدولي بالامن حتى في الحروب !!! كيف يثار هذا الموضوع الآن ولماذا !!!
لا احد مهما بلغ به التجني يقبل أو "يتغنى " باعتداء وقع على هذا الطبيب أو ذاك وعلينا أن لا ننسى أن الطبيب هو إنسان يخطئ ويصيب يجب أن لا نحمله الوزر كله فهو يعمل أولا لخدمة المريض ولكن تدريبه على الصبر وحسن التعامل مع المريض وذويه أمرا في غاية الأهمية لتدارك وامتصاص التوتر اللاشعوري من المريض وذويه. في الدول الأخرى يدرس الأطباء مساقات كاملة في حسن التعامل مع المريض وامتصاص ردود فعله. فالمرض يعطل جزاء كبيرا من سوية المريض وهو ليس بحاجة إلى مزيد من الاستفزاز من قبل أيا كان وهو أيضا جاهل بما يجري من علاج قد يتطلب وقتا حتى يؤدي إلى نتائج ايجابية يلمسها المريض وذويه .
ولا ننسى أن ثقافة المريض وذويه والمجتمع ككل تلعب دورا هاما في زيادة أو منع الاعتداء على الجسم الطبي!!! هذه أمور لا تفلح فيها جمعيات ومجموعات بل نعتقد أن الجميع يجب أن يلعب دوره " المدارس ,الجامعات "قبل أن تصبح للأسف مكانا للصراع والتخريب" بدلا من تخريج العلماء وكذلك البيت ثم لابد من الإجابة على سؤل لماذا ندعي أننا على حق والآخرين جميعهم على باطل !!!! ونعود ونكرر طالما لا يوجد قانون للمساءلة الطبية يطمئن المريض ويحفظ حقوقه إن وقع عليه ضرر فلن تستطيع لا هذه الجمعية ولا غيرها تحسين الواقع !!!
دكتور خضر الصيفي
اختصاصي إدارة مستشفيات