لما لا يظهرون أمام الناس بوجوههم،،، موضوع أخذ مني الكثير من الوقت والتفكير والبحث؟ هل الوجوه أصبحت رخيصة جداً،، كي نضيف لها الوجوه المتعددة ؟!!!
هناك أشخاص يجيدون التمثيل والتصنع بأنهم يحبونك وأنك الاغلى عليهم وأفعالهم تدل على ذلك، لديهم في جعبتهم وجوه كثيرة ،، وكون البعض لا يجيد لعبة الأقنعة فهو لا ينتبه لتمثيلهم ؟؟ ولكن يراودني أسئلة عميقة عجزت عن إيجاد جوابها...؟؟ كيف لا يخطئ صاحب "الوجوه المتعددة" حين يبحث في جعبته المليئة بالوجوه عن وجه بالذات يتوجب ان يلبسه لمواجهة موقف يجد نفسه فيه ويقدر على ان يفعل هذا بسرعة وكفاءة ؟! " تعدد الوجوه " وكثرتها في حقيبته الا يربكه حين يستدعى موقف ما وجها ما من الوجوه ليغطي به وجهه الحقيقي ؟! ثم كيف هو هذا الوجه الحقيقي الذي يخفيه خلف الوجوه العديدة، التي يتعامل بها مع الآخرين ؟!
مواقف زادتني حيرة هل هناك أشخاص بحياتنا يرتدون فعلا هذه الأقنعة ..؟! وإذا كان الجواب نعم .. فلم؟ وما الذي جعلهم يرتدونها ..؟!
اعتقد ان شخصية الوجوه المتعددة أصبحت موجودة بكثرة لدى من يؤمنون بمبدأ النفاق الاجتماعي. ووصفتها بأنها تعاني خللاً نفسياً يسمى بـ (مركب النقص)، وهي بالتالي شخصية جبانة ومشوهة، تنتقدك بطريقة سيئة خلف ظهرك، بينما تظهر لك في حضورك محاسنك وتكيل لك المديح، وهي ضعيفة ومعقدة وليست لها القدرة على المواجهة. جميعا نعلم ولدينا يقين تام أن هناك أقنعة متواجدة على أوجه من حولنا وأننا سنكتشفها يوما ما ؟؟ ولكن بعدما بحثت وأطلت التأمل بأفعال من هم حولي وطريقتهم بالتعامل ليس معي فحسب بل في مواقفهم اليومية صدمت فعلا بحديثهم فلم أستطع إلا أن أصيغ سمعي لهم وكأنني لا أعرفهم فقد ذهلت لدرجة كنت سأقول لهم من أنتم فأنا لا أعرفكم .. تخيلوا ان وجوههم قادرة على تغطية الحقيقة فيهم، ليكتشفوا ان كل ما صنعوه كان وجوها زائفه ينكشف زيفها مع اول ضوء للحقيقة، عند اول شروق شمس الصدق الذي يكشف حقيقتهم!
بحثت في تعريف "متعدد الوجوه" للتعرف عليه، برزت الشخصية المنافقة كنوع من الآفات الاجتماعية.. وهي ما يبطن مفهومها ويجمّله، ما نسميه (المجاملة)، أو ما يعرف بظاهرة النفاق الاجتماعي. لكن صفة «المنافق» وحدها لم تكن معبرة عن كل الحقيقة لتعريف هذا الشخص او التعرف عليه، قد يتحول النفاق الى مرض اجتماعي يحمل في طيّاته الحقد والغيرة على الذين من حوله، فنراه لا يمتدح أي عمل لزملاء مهنته أمامهم أو خلفهم، ويظهر النقاط السيئة أو الضعيفة في أدائهم وأقوالهم ويعمل على جعلها محطة للفتنة والخلاف. تذبذبه في الرأي وعدم وضوحه بشكل قاطع وملموس، "المخادع" يتلون حسب الموقف الذي يوجد فيه. فظاهرة النفاق الاجتماعي، ظاهرة متفشية في مجتمعاتنا لأسباب اجتماعية وثقافية سائدة فيه، وحين نجملها نقول عنها أنها ( مجاملة اجتماعية ).
يبقى السؤال: هل نستطيع التعرف على متعدد الوجوه ام انه قادر على خداعنا ؟ في محاولة الاجابة على السؤال وكشف هوية متعدد الوجوه يمكن القول: - انه من يستقبلك بوجه مرسومة عليه ملامح الفرح بك والانشراح لك يسعفه لسان فصيح بعبارات نفاق تفيض حبا وودا ومحبة حتى اذا ما تجاوزك وغبت عنه التفت اليك بوجه آخر كله كراهية ويرسم فوق ملامحه الحقد كل هذا واكثر يأتي فور ان ينقلب عنك مغيظا دون ان تدري لماذا !
هكذا تراك عيون وجهه الذي يلبسه آنذاك، وعافانا الله من وجه أكثر لؤماً، ذوو الوجوه العديدة يرون بعيون عددها ضعف عدد الوجوه التي تحملها حقائبهم، هم يتنقلون بين الناس يجنون حصاد نفاقهم وخداعهم، قديما كان عدد امثال هؤلاء قليل، لكن في ايامنا هذه صار من يتشبت بوجه واحد نقيا من الزيف والخداع لا تلوثه الوجوه الزائفة قليلا ونادرا هناك صعوبة في ايجاده.
وأقول: حياتنا تعني لنا الكثير لذلك ليس هناك وقت نضيعه في تبرير أفعال ناس اخرجناهم من حياتنا لانهم مزيفين!! انتبهوا من تلك العقول المريضة والوجوه المغلّفة والمزيّفة بإعمال العقل وتوظيفه ، فالعقل مرآة الإنسان وتمييزه ، فميزنا الله به وأكرمنا به. الدنيا تدور وسيسقط وجهٌ وقناع وسيسقط أصحابها فيتبيّن لك ما عينك غفلت عنه فكن يقظًا .
لا تحجب جمال حقيقتك بقبح التزييف.. ولا تعش ظلام الزيف الأبدي وأنر حياتك بنور الوضوح والحقيقة و لا تعش متاهات الوجه الآخر فلن تصل لوجهتك.
"أجمل شيء عندما تكون بذاك الوجه الحقيقي مذ خلقك الله، وجه يعرفه الناس ويشرق بالخير والرضا .. فلا تكن مع الذين تعددت وجوههم في زمن أصبح الناس دمى..؟!! لا يظهرون أمام الناس بوجوههم ؟؟؟ ".