هناك مقولة شعبية مشهورة تُقال عند التنبيه بوعيد قادم للمقابل وهي : (خلينا نشوف مين اللي رح يضحك بالآخر) ، وهذا القول يسوقنا إلى قصة مطلق ابن القرية المجاورة والذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره هو و أخوه الذي يصغره سنتين ... تقول القصة : بأن الوضع المادي لأهل مطلق تعبان كثير (يعني على الحديدة) أبوه يشتغل بالأعمال الحرة الشاقة ولا يوجد لهم أي راتب شهري .. ومن باب التعاون والمساعدة يقوم مطلق وأخوه في أيام قطف الزيتون بتجميع الزيتون الباقي والمتروك على الشجر من قبل أصحابه بعد قطافه (قرقرة) ثم يقوموا ببيعه من أجل المساهمة في مصروف البيت ومساعدة أبيهم ، وبعض المواسم يقوموا بجمعه حتى آخر يوم في القطف ويقوموا بإرساله للمعصرة وعصره مونه للبيت ... وفي احد الأيام وأثناء تجوالهم بين الكروم وجدوا خالهم (أخو أمهم) أبو مفلح ما زال يقطف زيتون كرمه هو وعياله ، سلّموا عليه.. ورحب بهم وسألهم عن سبب وجودهم ، فلما عرف أتفق معهم أن يعملوا معه بقطف الزيتون من شجر كرمه ، على أن يعطيهم عن كل تعبئة علبة سمن الغزال بالزيتون عشر قروش أجرة ، فرحوا بهذا العرض ... باشروا بالعمل وكلما امتلأت علبة لمطلق أو أخوه يضعوها في كيس الجمع أو على مفرش القطف ويقوم خالهم أبو مفلح بتسجيلها على الورقة ، وفي احد المرات قام مطلق بعد أن تعب بتعبئة العلبة من على مفرش الزيتون وقام بتسجيلها على ورقة خاله .. كرر هذه الحركة عدة مرات... وفي احد المرات شافه خاله وتركه يفعل مع ابتسامة ... المهم انتهى يوم العمل وجاء البكم لتحميل أكياس الزيتون ، وعند الحساب طلع لمطلق دينار وعشر قروش وطلع لأخوه سبعين قرش ...
ولما وصلوا الدار وقعدوا مع أمهم وأبوهم .. حكوا شو صار معهم حتى إنه مطلق صار يضحك ويتفاخر وقال لأبوه : بتعرف إني ضحكت على خالي أبو مفلح كنت بعض الأحيان أعبي علبة السمنة بالزيتون من المفرش الجاهز أو من الشوالات المليانه ... رد أبوه عليه : يا يابا مهو إحنا مش عارفين مين اللي بضحك على الثاني ، شفت شجرات الزيتون اللي لَقّطّتوهن مع خالك هذول حصة أمك اللي أخذوها ، لعاد قلت لي انه خالك ضحك لما شافك تعبي زيتون من المفرش ها ...لكن عند ربنا رح نشوف مين اللي بِدّه يضحك.