في ظل تصاعد القوى العالمية وتبدل موازين القوى الاقتصادية، تبرز مجموعة بريكس كمنصة رئيسية لصياغة نظام عالمي جديد وعادل، يهدد سيطرة القوى الغربية على الاقتصاد والسياسة الدولية ، ومجموعة بريكس، التي تضم الصين، روسيا، الهند، البرازيل، وجنوب أفريقيا، تزداد أهميتها وتماسكها مع كل قمة جديدة، وتتحول تدريجيًا إلى مركز ثقل في التوجهات الجيوسياسية والاقتصادية التي ستعيد تشكيل النظام العالمي الحالي ، والقمة السادسة عشرة لبريكس، التي ستنعقد في قازان من 22 إلى 24 أكتوبر، تشهد مشاركة غير مسبوقة، مع تأكيد 32 دولة حضورها ، وهذا الحضور الدولي يعكس أهمية المجموعة كمحور جذب للعديد من الدول التي تسعى للتحرر من الهيمنة الغربية وبحث عن بدائل تضمن توازنًا اقتصاديًا وسياسيًا أكثر عدالة ، وبريكس اليوم تمثل 45.7% من سكان العالم، وتسيطر على أكثر من 36% من الناتج الإجمالي العالمي، وهي أرقام تعزز من ثقلها المتنامي ، والأرقام التي أوردها الباحث إيليا كازاكوف تشير إلى تفوق بريكس في عدة مجالات مقارنة بمجموعة السبع الغربية، بما في ذلك المساحة الجغرافية، وعدد السكان، واحتياطيات النفط، بالإضافة إلى تفوق في الناتج المحلي الإجمالي عند تعادل القوة الشرائية ، وهذا التفوق يجعل من بريكس قوة اقتصادية عظمى قادرة على فرض سياسات جديدة، ليس فقط في الاقتصاد، ولكن أيضًا في مجالات الابتكار والتكنولوجيا والصناعات الثقيلة ، وهذا التطور الملحوظ في تماسك دول بريكس ودعم شعوبها لزعمائها، خاصة في روسيا، والهند، وإيران، يشكل تهديدًا مباشرًا لمجموعة السبع والغرب عمومًا ، ويُنظر إلى بريكس على أنها البديل الحقيقي للهيمنة الأمريكية، وهذا ما يثير الخوف في الأوساط الغربية ، واستطلاعات الرأي في دول مثل السويد وإسبانيا والولايات المتحدة تعكس مواقف سلبية تجاه المجموعة، مما يعكس تزايد القلق من تأثيرها المتنامي على الساحة الدولية ، واليوم، تتحول بريكس إلى رمز لقوى جديدة تصعد لتحدي النظام العالمي الحالي ، إنها ليست مجرد تكتل اقتصادي، بل هي أيضًا منصة لسيادة اقتصادية وتكنولوجية تتفوق على الغرب في مجالات رئيسية، وهي تسعى لتأسيس نظام عالمي متعدد الأقطاب يحقق التوازن والعدالة للجميع، بعيدًا عن سيطرة قوة واحدة أو مجموعة صغيرة من الدول ،وهذا الواقع الجديد يعيد تشكيل ملامح النظام العالمي ويهدد بهدم الهياكل القديمة التي تأسست على الهيمنة الغربية ، لهذا نجد أن بريكس ليست مجرد منصة اقتصادية ، وإنما بوابة إلى عالم جديد متعدد الأقطاب ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .