بقلم الدكتورة مريم أحمد زعل ابوزيد - الجبناء .. الناقدون .. السلبيون .. هم الذين مروا في التاريخ لم يفعلوا شيئا، مروا ولم يخلفوا شيئا..
رسالة.. أوجهها إلى متبع كل ناعق انظر من تتبع خشية أن يجمع الله بينك وبينه يوم القيامة فلا تلومن وقتها إلا نفسك، فقد ظهر في مجتمعنا في الفترة الأخيرة اناس يعشقون التبعية ليس لهم هوية لا تعرف من هم؟ وما هي مبادئهم في الحياة؟ أم أنهم اناس ليس لهم مبادئ فضلوا الطريق بتبعيتهم للباطل، وعلى الجانب الآخر نجد انُاساً عاشوا بمبادئهم وثبتوا عليها ودفعوا ثمن هذا من حياتهم، الذين تحملوا المشاق هم الذين أسسوا هم الذين بنوا، هم الذين طوروا العلم، هم الذين طوروا المعرفة، هم الذين جربوا، هم الذين فعلوا كل الأشياء.
ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أمته منهم بقوله: «لا تكونوا إمَّعَة تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا» [رواه الترمذي وحسنه الألباني] .
ولا يكون الأشخاص مجرد أفواه ناطقة الا نتيجة لمؤثرات خارجية، فإذا سألت شخص لماذا درست هذا التخصص تكون الاجابة لأنها إرادة والدي أو والدتي، واخر لماذا تعمل في هذه الوظيفة لأن أبى كان يعمل في هذه الشركة ليس لأنها إرادته هو فهذا النموذج الناطق الفارغ في الحياة يسير وفق إرادة الناس ليس من أصحاب القرار.
لكن السؤال الأهم ؟؟ إذا أردت ان تعرف هل أنت من هؤلاء أم لا اسأل نفسك هذه الأسئلة؟؟
كم مرة اتخذت قرار في حياتي ؟
هل لي رأى مستقل بين أهلي وأصدقائي ؟
هل لي أفكار ومبادئ تختلف عن الآخرين ؟
ولكي يتخلص الشخص التبعية من هذه الصفة عليه تدريب النفس على اتخاذ القرار والثبات على المبدأ. و أن يكون ذا ثقة بنفسه، وذا عزيمة لا يشتتها تردّد ولا استحياء وكما قيل : اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة... اجعل تجارتك مع الله .. ثق أنك مختلف عن الاخر وإلا لما كانت بصمة الإصبع مختلفة من شخص إلى أخر إلا لأنك مختلف عن الآخر ولك دور في الحياة مختلف أو يكمل الآخر كن بنفسك ..
عزيز الفكر.. متمسك بمبدأ.. تُحسن عندما يسيئ الناس و تذهب أخلاقهم .. وأعلم أنه بتفردك وعدم تبعيتك للباطل ستكون قدوة لغيرك على الطريق لنشر الخير والاخلاق الفاضلة. فالأمم حينما تريد أن تظهر عزيمتها وإرادتها وإصرارها فإنها دائما تحدث إنجازات ضخمة…
هؤلاء الناس هم إرادة وأناس آخرون هم أفواه ناطقة،،، وعقول فارغة لا أقل ولا أكثر… والسبب في ذلك كله أنه ليس لهم عقل صحيح يميزون به، ولا تفكير متجرد يحكمون بموجبه، فهم أجهل من الجهلاء؛ لأنهم لا عقل لهم يوجههم ويرشدهم؛ خلق الإنسان وجعل الإبداع والتفكير كامناً فيه، إلا أنه بحاجة إلى من يحفزه وينشطه، ولهذا أمرنا الله -سبحانه وتعالى- بالتفكير والتجديد والتنقيب، ونهانا عن التقليد والنمطية والضمور، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [النحل:76].
فهذا مثل لرجلين: أحدهما رجل سلبي، خامل، أبكم، ولا يؤثر ولا يتأثر، لا يقدر على شيء، ولا يريد أن يعمل شيئاً، أينما تضعه فلن ينفع، ولن يأتي منه خير، فهل يستوي من هذه صفته مع صاحب الهمة، الطموح، الفعال، الغيور، الذي يأمر بالعدل، ويحارب الفساد والظلم، فهو صاحب شخصية عظيمة، تمشي على الطريق المستقيم، وتبحث بنفسها عن الحق وتتبعه، ولا ترضى أن تكون تبع للاخرين مقلدة، بل وتقود غيرها لذلك الحق؟ (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [النحل:76].
إن هذه الظاهرة السيئة ظاهرة الشخصية التبعية موجودة اليوم في واقعنا بكثرة، ومنتشرة في مجتمعنا انتشار كبير على كل المستويات، فتجد من كبرائنا ومسؤولينا من هو تبع لغيره، راكع لهم، مستسلم لقوانينهم، آخذ لأفكارهم وآرائهم بدون تمحيص ولا تدقيق، فهؤلاء لو وقفوا مع أنفسهم وقفة صدق، وتمعنوا جيداً لوجدوا أن سعادتهم، وراحتهم النفسية، وانشراحهم القلبي بعدم تبعية الواقع السيئ، الذين يسعون دائماً إلى تغيير أنفسهم وإصلاحها، ولا يرضخون أبداً تحت أي ظرف من الظروف إلى بيع ثوابتهم ومبادئهم.
في نهاية المطاف نقول: هؤلاء الناس مجرد أفواه ناطقة ،،، وعقول فارغة لا أقل ولا أكثر…