خبر مر مرور الكرام

كثير هي الاخبار التي لا تعدو ذو قيمة تنتشر كانتشار النار باللهشيم ويكتب عنها العديد من المقالات وتتداول بين الناس بطريقة عجيبة وبالطرف الاخر اخبار غاية في الاهمية وتعتبر قنبلة اعلامية اذا ما اريد لها ذلك ونتائجها كبيره وخطيره ومضمومنها خطير ولكنها تمر مرور الكرام دون ادنى اهتمام عدا عن بعض المقالات هنا وهناك لبعض الكتاب وفي الحالتين سواء تضخيم الخبر العادي او تحجيم الخبر المهم له مبرراته ودوافعه واجنداته الخاصه فالاعلام له الدور الكبير في توجيه انتباه الناس الى هذا الجهة او تلك او تشتيت انتباهمم عن الموضوع الاهم الى موضوع اخر اقل اهمية.
نعود الى ذلك الخبر الخطير الذي قرأناه في بعض الصحف المحلية وتم نشره ايضا في صحيفة هأرتس الاسرائيلية وبدايته الدراسه الاكاديمية التي اعدها الباحث عيسى السميرات من القدس للحصول على درجة الماجستير عندما كشف عن معلومات خطيره جدا ومؤسفه قلبت جميع الموازين والافكار وادخلت الغصه والغضب في قلوب الناس حيث كشفت دراسته ان حجم استثمار رجال اعمال فلسطينيين في اسرائيل والمستوطنات بلغ خلال عام 2010 ما مقداره 2.5 مليار دولار فيما تشير حسابات اخرى أن استثماراتهم في اسرائيل تبلغ 5.8 مليار دولار بينما تبلغ استثماراتهم في الضفه الغربية 1.58 مليار فقط وقد اورد الباحث بعض المبررات الواهية التي تدفع رجال الاعمال الفلسطينيين الى الاستثمار باسرائيل اي بمعنى اخر عذر اقبح من ذنب ، واي كانت المبررات والاسباب والدوافع فانها لا تصل الى حد استثمار هذه المبالغ الضخمه في اسرائيل وفي داخل المستوطنات وعدم استثمارها في الضفه الغربية لما لها اثر كبير في انعاش الاقتصاد الفلسطيني المتهالك وتؤدي الى تشغيل الالاف من العاطلين عن العمل عن طريق انشاء مشاريع انتاجية ومصانع تخدم اهل الضفه وتعود بالفائده على المستثمرين .
الغريب في الامر اننا لم نسمع اي رد او حتى بيان توضيحي من السلطه الفلسطينية توضح ملابسات ما يحصل وتكشف الحقائق او تنفي هذه المعلومات بشكل قطعي فهذا السكوت انما يدل على ان ما ورد من اخبار فيه شيء من الصحه وان الشعور بالاحباط والغضب والخزي هو ما دفع المسؤولين عن عدم الحديث عن هذا الموضوع وهو بهذا الحجم الكبير من الاهمية ويشكل خطورة بالغه على مستقبل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
اما هنا في الاردن حيث اعتدنا من لجنة مقاومة التطبيع النقابية ومن بعض احزاب المعارضه وخاصة حزب جبهة العمل الاسلامي هجومهم الكاسح والكبير على كل شركة او تاجر اردني يثبت تعامله مع اسرائيل سواء في استيراد بعض المنتجات الزراعية او الصناعية او حتى تصدير اي منتج اردني حيث تقوم الدنيا ولا تقعد وتصدر بيانات وقوائم سوداء باسماء هذه الشركات والتجار وندوات واعتصامات وتتصدر تصريحاتهم وقوائمهم وسائل الاعلام المحلية والعربية والفضائيات ويطالبون الجميع بمقاطعة هذه الشركات وعدم التعامل معها باي طريقه حتى عندما يقوم اي مسؤول اسرائيلي بزيارة رسمية الى الاردن يعتبرون ذلك استفزازا لمشاعر الاردنيين والغريب في الامر اننا لم نسمع اي تصريح او تنديد او حتى استهجان لمثل هذه التصرفات من قبل لجنة مقاومة التطبيع او احزاب المعارضه وكأن شيء لم يحدث او ان هذه التصرفات من قبل رجال اعمال فلسطينيين عادية لا بل طبيعية ولا تشكل ضربة قاصمة للقضية الفلسطينية ولا تشكل استفزازا ليس لمشاعر الفلسطينيين فقط بل مشاعر كل العرب وخاصة انهم هم ابناء القضية والمطلوب منهم دعم الحق الفلسطيني في اقامة دولته على ترابه الوطني من خلال اقامة الاستثمارات الاقتصادية والتي تشكل الدعامه الرئيسية في اي دوله ناشئه .