لفت انتباهي خبر في احد المواقع الالكترونية عن اغنى قرية في العالم وهي صينية اسمها
(هوانكسي ) ويبلغ عدد سكانها 2000 نسمة ولكل عائلة فيلا متوسطة الحجم على النظام الاوروبي وسيارة واحدة على الاقل ومبلغ 250000 دولار في البنك ويتمتع اهالي هذه القرية بتعليم ورعاية طبية وحصص غذائية جميعها مجانا ولهم خمس عائدات الشركة الاستثمارية التي في القرية والتي استطاعت ان تمتلك طائرات وبواخر وغيرها و ناطحة سحاب حرص اهل القرية ان لاتعلو عن اكبر ناطحة سحاب في الصين ليبقى الوطن الكبير هو الاعلى كل ذلك بفضل رئيس بلديتها الذي بقي لخمس عقود قبل ان يصبح احد ابنائه رئيسا لها ليكمل رسالة والده واهم المبادئ الذي سار عليها الرئيس السابق ( عدم الفخر عند المديح – عدم الغضب عند النقد –عدم الاحباط في الاوقات الصعبة – والاهم ان يبقى في خدمة ابناء قريته ووطنه ما دام حيا ) واستطاعت هذه القرية توفير فرص عمل للقرى المجاورة وغيرها من خلال الشركات في ناطحة السحاب .
حتى لا اطيل عليكم بوصف القرية فان هذا الخبر كم اثار اعجابي وفضولي في نفس الوقت اثار حزني عما نحن فيه ومسؤولينا سواءا في مواقع عامة او خاصة يستهبلوننا ويستغفلوننا و كان من الاولى بان تكون مهمة انجاح تلك المؤسسة وخدمة المواطن الاردني امانة في اعناقهم محاسبين عليها في الدنيا والاخرة مستغلين مناصبهم وتجييرها لحساباتهم الشخصية ومنهم ضعيفي الادارة نزلوا ببراشوت على كراسي الادارات العليا وعندما يتكلمون عن الانجازات تراهم يملؤون الدنيا زعيقا وصراخا ( كأنه جايب الذيب من ذيله ) وفي نهاية المطاف ترى مؤسساتهم تضاف الى قائمة الفشل والافلاس ويخرجون منها كمن لم يفعلوا شيئا لا حسيب ولا رقيب بل و يقام لهم احتفالا شرفيا لوداعهم وكأننا نقول لهم ما اخذتموه مبروك عليكم ابحثوا عن غيره في مكان اخر لان هناك ناسا سيدفعون ويعوضون خسارتكم وفشلكم سواءا كانوا من دافعي الضرائب او من المساهمين اذا كانت شركات خاصة وقد تباع تلك المؤسسات الخاصة الى مستغلي الظروف بفتات المصاري لتذهب اموال المسخمين الذين كدوا وتعبوا ادراج الرياح .
وحتى يكتمل الحزن على واقعنا وانا اتجول في المواقع الالكترونية وجدت ان قضايا الفساد التي حولت الى مجلس النواب للتحقيق فيها لم تفتح لغاية الان رغما عن انها حولت لهم منذ مدة ليست قصيرة بحجج انشغالهم وعدم حصولهم على اوراق طلبوها من مؤسسات ووزارات ومنهم منشغل بالسفر والاجتماعات وغيرها من الحجج الواهية وكأنه يقال اذا اردت تمويت أي قضية حولها الى لجان وما اكثر اللجان عندنا لتنبثق لجان عن اللجان لدراسة تشكيل لجان وهكذا حتى ينسى الناس القضية لانهم سيلتهون بعد اللجان وقد تستجد قضايا اخرى متناسين السادة النواب الذين نحترمهم بان ما يخرج من اعتصامات واحتجاجات سببها بعض القضايا التي حولت اليهم وينتظر الشعب نتائجها وتحويل الفاسدين فيها الى قضائنا العادل ليحكم بما انزل الله به بل والادهى بان المفسد بزداد جشعا وطمعا اكثر من ذي قبل لانهم يعرف بان العقوبة لن تصل اليه والباخرة ستهرب من الميناء والكل يحول المسؤولية على الاخر حتى لاتعرف في النهاية من هو المسؤول .
قارن بين رئيس بلدية هوانكسي الصينية الذي قد لايحمل في قلبه أي دين ولايعرف الاخرة وعذابها ولا الجنة ونعيمها كيف استطاع ان يقلب قريته الى اغنى قرية في العالم وآثر على نفسه ان لايزيد طول ناطحة سحابه عن بنايات الصين الوطن الام انتماءا وحبا بنشره للعدل في توزيع الثروات وخدمة بلده وتقبلوا اهل القرية توريثه لابنه اما نحن على ماذا نقبل توريث الوزارات والمناصب العامة والخاصة لاولا واحفاد الوزراء وابناء الذوات ورؤساء المجالس ماذا قدموا حتى تتم مكافئتهم ومن هنا اطالب وانا فرد من هذا الشعب ومن دافعي الضرائب بل واحرص على دفع فاتورة شركة الكهرباء المنهوبة والمياه المقطوعة والاتصالات الارضية والخلوية المسلوبة وغيرها من الضرائب العامة والبنكية الملعونة ان يتفرغ نوابنا الكرام لقضايا الشعب حتى نعلم من هو الفاسد وقد نكون نحن الفاسدين بينما هم من الملائكة المعصومين وقد يكونوا رسلا من السماء او خلفاء راشدين .
((( وفعلا كما قيل اطلب العلم ولو في الصين )))) وياريتنا نتعلم .