زاد الاردن الاخباري -
في الوقت الذي مثل فيه فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودخوله الوشيك للبيت الأبيض، آفاقا جديدة أمام رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، جاءت المشاكل في ائتلافه اليميني لتلقي بظلال ثقيلة على الأفق السياسي، لاسيما مع اتساع رقعة التحقيقات الشرطية والأمنية، والقضايا لا تهدأ في مكتبه، الأمر الذي يفسح المجال للحديث عن الفرص الكبيرة المتوقعة، وما يمكن أن يعطّلها.
وذكرت مراسلة الشؤون الحزبية في "القناة 12" دفنا ليئيل، أن "عودة ترامب هي كل ما حلم به نتنياهو، ويمكن له إضافة فصل من الإنجازات إلى إرثه السياسي، بعد فشله الذريع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وبعد تجاوزه لإقالة يوآف غالانت، لكن المشاكل أمامه لا تذهب لأي مكان، وتهدّد بالظهور مرة أخرى في اللحظة غير المناسبة تماما بالنسبة إليه، رغم أن فوز ترامب دفع أعضاء الكنيست لتهنئته، كأنها انتخابات نصفية فاز فيها هو نفسه".
وأضافت ليئيل في مقال ترجمته "عربي21" أن "شعور نتنياهو بالسعادة ليس صدفة، فقد بدا مقتنعا العام الماضي بأنه سينزل من مسرح التاريخ باعتباره الشخص الذي تلقت إسرائيل في عهده أصعب وأذل ضربة في تاريخها، والآن لديه فرصة لإضافة فصل جديد من إرثه، المتمثل بدخول ترامب للبيت الأبيض، خاصة أن الفريق الأمريكي المتطرف الذي ينوي ترامب إرساله للمنطقة يضع نتنياهو في متجر حلوى سياسي، بحيث أصبح لديه العديد من الخيارات على الرفوف".
وأشارت إلى أن "خيارات نتنياهو الجديدة مع فوز ترامب تتمثل في توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية، وتوسيعه لدول أخرى، وهجوم حقيقي على التهديد الإيراني، وربما تطورات على الساحة الفلسطينية، من قبيل فرض السيادة على الضفة الغربية، أو استعادة صفقة القرن، وهو ما أراد أن يفعله منذ بداية ولايته الحالية، قبل حصول الانقلاب القانوني".
واستدركت بالقول إن "هذه الخيارات الواسعة أمام نتنياهو تعترضها جملة عقبات، أهمها اضطراره لإغلاق الساحة الشمالية بينما قوة حزب الله النارية لا تزال كبيرة، والمستوطنون قلقون للغاية من التهديد المضاد للدبابات، كما أنه مطالب باستعادة المختطفين من غزة، والإطاحة بحكم حماس هناك، وهذان تحديان معقدان يحولان دون إعلانه عن النصر الكامل الذي وعد الإسرائيليين به، ويجعل أمامه مسافة كبيرة لاجتيازها".
وأكدت أن "نتنياهو فضلا عن المشاكل الأمنية المحيطة به من غزة ولبنان وإيران، فإن لديه مشاكل أساسية لن يحلها انتخاب ترامب رئيسا، وأهمها ائتلافه المتحرك على مدار الساعة، وما يعيشه من مغامرات لا تتوقف، بدأت بالانقلاب الذي بدأ يعود للطاولة، والاستيلاء على نقابة المحامين، وسنّ المزيد من قوانين تقييد حرية الإعلام، وكل ذلك بينما الحرب لا تزال مستمرة، ما يتسبب لنتنياهو بصداع حقيقي بسبب افتقار الجيش لعشرة آلاف جندي، وكل يوم يمر يؤدي لتفاقم هذه الضائقة، ما يعني دخوله في مواجهة حتمية مع شركائه الحريديم الذين يرفضون الانخراط في الخدمة العسكرية".
وكشفت أن "التوجهات الجديدة للمستشارة القضائية للحكومة تقضي بأن أي شاب يهودي لا يحضر لقواعد التجنيد سيجد نفسه في النهاية مع مذكرة اعتقال تمنعه من مغادرة الدولة، وتمنعه من إصدار رخصة، وتمنعه من تجديد جواز السفر، وبالتالي سيصبح مجرمًا، وسيصل عدد اليهود المتشددين الذين سيعانون من هذا الوضع قريبًا إلى عشرات الآلاف، ما يزيد من غضب أعضاء الائتلاف عليها، بزعم أنها متمسكة بشوكة القضاء فيما يتعلق بالتجنيد، وهو الموضوع الذي لا يمكن للائتلاف إلا أن يلوم نفسه".
وختمت بالقول إن "مشاكل نتنياهو تأبى التوقف حتى وصلت أخيرا إلى التحقيقات الجارية في مكتبه، وهو ما يحمل له خطرا وفرصة، فمن ناحية، فهي تتعلق بالشخصيات الأقرب له، وقد تؤدي إلى اختلال توازن المكتب، وتفتح صناديق "باندورا" لمزيد من الفضائح، ومن ناحية أخرى، فهي تعزز روايته القديمة التي تكرر أنه ضحية لنظام إنفاذ القانون الشرير، الذي يريد رأسه فقط، وكل ذلك يكشف أن هناك العديد من الثغرات بما يزيد عن ما يوجد في قطعة الجبن السويسرية".