الأردن والترتيب الثاني عربيا!

مجلة ( INTERNATIONAL LIVING) الأمريكية في تقريرها الذي أصدرته هذا العام والذي تقيس فيه مستوى المعيشة في جميع بلدان العالم ( 194 دولة)، وضعت فرنسا في المرتبة الأولى عالمياً وصنفت الأردن الثانية على المستوى العربي بعد تونس......

من النظرة الأولى، من الجميل أن نعلم أننا نعيش في بلد متقدم من النواحي الاقتصادية والبيئية والثقافية والصحية والحريات والبنية التحتية وتكاليف المعيشة والمخاطر والمناخ. وهي العوامل التسعة التي تحدد مؤشر جودة الحياة حسب قياسات المجلة المتخصصة. ولكننا قد نفاجأ أن هذا البلد الثاني عربياً هو البلد الذي يحتل المرتبة (104 ) عالمياً!!!!!!

لا بد أن الأردن يتميز عن غيره من البلاد العربية الشقيقة بارتفاع معدلات المتعلمين فيه، وارتفاع وتقدم الخدمات الصحية بغض النظر عن مستوى الرضا من قبل المواطنين. وهناك أيضا مجموعة من القوانين تنظم الخدمات يحسده عليها الكثير من العرب الذين يفدون إلى بلادنا للزيارة أو مرور ترانزيت... كما أن الحالة الأمنية المتميزة في الأردن هي من الأمور التي لا بد وأن تزيد من استقطاب الاستثمارات وجذب السياحة التي يحتاجها الاقتصاد الوطني ..

الأردن يمتلك موقعاً يجعله بلداً خدماتياً ممتازاً لدول الخليج العربي، لم نستطع حتى الآن استغلاله بشكل مناسب. ومن المؤكد أن دخل المغتربين الأردنيين، بغض النظر عن حجمه حالياً، يستطيع أن يكون أضعافاً مضاعفة من واقع العمالة الأردنية كما أن السياحة الخليجية التي تراوح حتى الآن في مستويات متدنية تستطيع أن ترتفع ليصبح الأردن البلد الأول سياحيا للعائلات الخليجية. وأعتقد أن المسؤولين في الأردن يعلمون جيداً الخطوات التي يجب أن يتخذوها من أجل تطوير هذا القطاع وأولها أن تكون هناك وزارة خاصة للمغتربين ودراسات خاصة إستراتيجية لحاجات دول الخليج المستقبلية....

ولكن ومع هذه الصورة الوردية لبلدنا ،لماذا تبقى الأسعار مرتفعة ولماذا ما تزال عمان من أكثر العواصم غلاء وخط الفقر يعلو وعدد الفقراء يزداد كما يزداد عدد الأغنياء؟؟!!.. لماذا تزداد الجريمة ويتزايد عدد محاولات الانتحار؟؟!!.. لماذا يتمزق الرابط الأسري ويتفرق الشمل؟؟!! ....لماذا ( يحنّ ) الجميع لأيام زمان؟؟؟؟؟

الأردن بلدنا كان أولاً أو ثانياً أو أخيراً.... فهو الوطن الأحلى، وعروسه عمان هي العروس الأجمل....

د . معن سعيد