في تطور لافت على الساحة الشرق أوسطية، نسبت عدة مصادر صحفية، من بينها صحيفة "واشنطن بوست"، إلى مسؤولين إسرائيليين أن حكومة بنيامين نتنياهو بصدد تحضير مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان كـ"هدية" للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب ، وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من المباحثات بين نتنياهو ورون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية المقرب منه ، و وفقًا للمصادر، يهدف المقترح إلى تنفيذ وقف إطلاق النار في بداية كانون الثاني/يناير 2025، أي مع بداية ولاية ترامب، وهو ما يثير تساؤلات حول توقيت هذه المبادرة ودوافعها السياسية ، و
من جهتها، تناولت صحيفة "وول ستريت جورنال" القضية مع بعض التباينات في التفاصيل، مشيرة إلى أن ترامب قد أبدى دعمه للاتفاق المرتقب وعبّر عن عدم اعتراضه على الخطة التي تهدف إلى التوصل إلى تسوية قبل دخوله البيت الأبيض ، و هذه التصريحات قد تكون بمثابة تأييد ضمني لجهود إدارة الرئيس المنتخب، جو بايدن، في التسوية اللبنانية، كما أنها تتناغم مع أجندة نتنياهو التي تسعى إلى تخفيف التوترات على الجبهة اللبنانية في ضوء العديد من التحديات الأمنية والداخلية التي تواجهها إسرائيل ، إلا أن هذه المعطيات تتناقض مع ما كشفته بعض الوثائق المسربة المتعلقة بالاستراتيجية الأمريكية المرتقبة في الشرق الأوسط ، حيث تشير احدى الوثائق إلى أن القرار الأممي 1701 الخاص بلبنان قد أصبح "متجاوزًا" من قبل التطورات الأخيرة، وأنه من الضروري التفكير في آليات جديدة لتعزيز الأمن الإقليمي، تتضمن بشكل رئيسي نزع سلاح "حزب الله" ، وكما تشير الوثيقة إلى فشل الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) في كبح تسليح الحزب، مما يفتح الباب أمام سياسات أمريكية أكثر تشددًا في التعامل مع هذا الملف ، وهذه الخطة تأتي في وقت يشير فيه فريق ترامب إلى عدم التنسيق مع إدارة بايدن في ما يخص الملف اللبناني، وهو ما يعكس تباينًا في المواقف بين الإدارتين ، و
من جهة أخرى، في إطار التصعيد الإسرائيلي، كان تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي دعا إلى نزع سلاح حزب الله، مفاجئًا للعديد من العسكريين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الأركان هرتسي هليفي ،سيما وأن هذا المطلب يعكس تحولًا في الموقف الإسرائيلي الذي يسعى إلى تعزيز ضغطه على حزب الله في وقت حساس بالنسبة لإسرائيل، حيث تعاني من ضغوط على جبهات متعددة ، إضافة لذلك يبقى الدور الإيراني في الملف اللبناني حاسمًا ، إذ أكدت إيران، عبر مستشار مرشد الجمهورية علي لاريجاني، دعمها "لأي قرار يتخذه لبنان والمقاومة"، وهو تصريح يحتمل تفسيرات متعددة ، بينما تحاول روسيا توجيه التطورات لصالحها، رافضة مطالبة إسرائيل بوضع نقاط مراقبة روسية في المناطق السورية الواقعة تحت النفوذ الإيراني وحزب الله ،
وهذه الأبعاد الإقليمية تلقي بظلالها على جهود التسوية، حيث تشير المعطيات إلى أن الأجندتين المتشددة لإداريتي ترامب ونتنياهو قد تفضيان إلى تصعيد في لبنان ،و وسط هذه التحولات، تظهر الخلافات الإسرائيلية الداخلية بشأن قضايا التجنيد والمشاركة العسكرية، ما يزيد من تعقيد المشهد العام ، وفي ظل هذه التطورات، تبقى التسوية في لبنان مرهونة بعدد من القرارات الصعبة التي قد تتجاوز حدود الجغرافيا اللبنانية لتطال استراتيجيات إقليمية ودولية واسعة ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .