كشفت وثائق سرية عن مخطط خطير يستهدف تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مناطق أخرى في المنطقة، وخاصة سيناء والعراق، في خطوة تهدف إلى تغيير الخريطة الجغرافية والديموغرافية لصالح إسرائيلي ، وقد أُعِدَّ هذا المخطط في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، التي شهدت تعيينات شكلت نقطة تحول حاسمة بالنسبة للسياسات الإسرائيلية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وتستند الخطة إلى دعم قوي من قبل الإدارة الأمريكية، حيث رحب المسؤولون الإسرائيليون بتعيينات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، التي بدت وكأنها تمهد الطريق لتوسيع نطاق السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وتحديدًا في الضفة الغربية ، وهذا التوجه قد يكون مقدمة لإفراغ الضفة وقطاع غزة من السكان الفلسطينيين، في خطوة تهدف إلى إقامة "دولة يهودية" لا مكان فيها للأغيار، أي غير اليهود ، وفي هذا السياق، ظهرت وثيقة مسربة من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تكشف عن نية تل أبيب في نقل سكان قطاع غزة قسرًا إلى سيناء ، والوثيقة أظهرت أيضًا دعمًا قويًا من الوزيرة الإسرائيلية غيلا غامليئيل للمخطط، التي أوصت بنقل الفلسطينيين من غزة إلى شمال سيناء كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى التخلص من سكان القطاع الفلسطينيين بطريقة دائمة ، وعلى الجبهة الأخرى، أفاد الإعلامي الفلسطيني وضاح خنفر، المدير العام السابق لقناة الجزيرة، بأن بعض القيادات السياسية السنية في المنطقة قد وافقت على خطة تهدف إلى توطين الفلسطينيين من الضفة الغربية في محافظة الأنبار العراقية، وذلك في مقابل الدعم لإنشاء إقليم سني في العراق ، وهذه التصريحات أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية، خاصة بعد تسريب المعلومات التي تشير إلى لقاءات سرية بين الوفد الإسرائيلي وقيادات سنية لمناقشة هذا المخطط ،
تزامنًا مع هذه التطورات، أفادت تقارير إعلامية أخرى بأن دولًا عربية قد تدعم فكرة تحويل صحراء الأنبار إلى مستوطنة فلسطينية، سواء كانت مؤقتة أو دائمة، في خطوة قد تكون حلاً لأزمة الفلسطينيين في الضفة الغربية ، ولكن هذه التصريحات أثارت مخاوف بشأن التوازن الطائفي والعرقي في العراق، خاصة في ظل الأوضاع السياسية المعقدة في البلاد ورغبة بعض الأطراف في إنشاء إقليم سني ، وعلى صعيد آخر، استعرضت الوثيقة المسربة من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية المخطط الذي يشمل ثلاثة مراحل رئيسية ، في المرحلة الأولى، يتم إخلاء سكان غزة إلى الجنوب، بينما يتم تركيز الضربات الجوية على الجزء الشمالي من القطاع ، و في المرحلة الثانية، يبدأ التدخل البري لتطهير القطاع بالكامل، بينما في المرحلة الثالثة، يتم نقل السكان إلى الأراضي المصرية، مع عدم السماح لهم بالعودة ،
وتكشف الوثيقة أيضًا عن خطة لتحفيز الفلسطينيين في غزة على قبول هذا الحل القسري من خلال الترويج لرسائل تهدف إلى إقناعهم بأن العودة إلى أراضيهم لن تكون ممكنة، وأن الخيار الوحيد هو الانتقال إلى أماكن أخرى ، وتدعو الوثيقة الحكومة الإسرائيلية إلى تسخير الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة للضغط على مصر ودول أخرى في المنطقة لقبول هذه الخطة، مع التركيز على تصوير هذا الترحيل كحل إنساني ، والوثيقة المسربة، التي تعود إلى أكتوبر 2023، تحذر من أن عملية الترحيل يجب أن تتم بطريقة لا تثير الجدل أو تعرّض سمعة إسرائيل للخطر ، وهي تشير إلى أن هناك حاجة ملحة لضغط دولي لتنفيذ هذه الخطط، بما في ذلك الضغط على مصر لاستقبال الفلسطينيين، مع مساعدة من دول مثل تركيا وقطر والسعودية ، وهذا المخطط يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الفلسطينيين في ظل غياب الدعم العربي الفاعل ، في الوقت الذي تواصل فيه القوى الإسرائيلية تنفيذ استراتيجياتها لتحقيق أهدافها التوسعية، يبقى السؤال الأبرز: هل سيكون الشعب الفلسطيني أمام نكبة جديدة في ظل صمت العالمين العربي والإسلامي ؟! ناشطة في حقوق الإنسان على المستوى العالمي .