في خطاب العرش السامي، الذي افتتح به جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، مجلس الأمة العشرين، للدورة العادية الأولى، تجلت فيه معاني سامية يؤكد انه موجز القول وعميق المعنى بمضامين خطاب العرش السامي، والذي يعد في غاية من الأهمية، فيما احتوى من مضمون عميق المعنى، بعيد الهدف، و قد حمل رسائل متعددة، هادفة ذات دلالات عميقة واضحة الرؤية عميقة، في المعنى والمبنى، و هذا كلام الملوك الذي يحمل فيها بإبعاد عميقة الإرث الإسلامي، والعروبي، والهوية الوطنية الاردنية المتجذرة.
فكانت البداية المباركة للسادة النواب، الذين حصلوا على ثقة الشعب الأردني، باعتبار المرحلة التي جاءوا فيها مهمه وجديده، تضاف الى مسيرة البناء والتحديث، الذي اولى جلالة الملك، جهوده واهتمامه، والى اظهاره الى حيز الوجود، وبهذا الافتتاح الذي يتامل به سيدنا، انه بدايه مشروع التحديث، على أساس حزبي وبرامجي، تشارك فيه المرأة الاردنية، والشباب الأردني فيما يعزز المشاركة الحزبية البرامجية، وتوثيق الشراكة والتعاون بين الحكومة والبرلمان، وفق أطر دستورية من أجل تعميق قواعد العمل البرلماني، وتأسيسا لممارسات برلمانية،أساسها التنافس الفاعل وتوفير الحياة الكريمة للمواطن الاردني، وتحفيز همم الشباب وإعدادهم وفق مقتضيات الحاجة لوجودهم في الأماكن الوظيفية المطلوبة، في سوق العمل بالمستقبل مساهمة في نهضة الوطن وتقدمه.
كما حث جلالة الملك المفدى على مواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، لإطلاق إمكانيات الاقتصاد الاردني، لرفع معدلات النمو خلال العشرة الأعوام القادمة، بحسب ما لدى المملكة من إمكانيات بشرية كفؤة واستغلال العلاقات الدولية مع العالم، التي يمكن التركيز عليها لتشكيل رافعه النمو الاقتصادي المطلوب، الذي يتأمله جلالة الملك.
و تأكيد جلالة الملك المفدى على الإسراع في تحديث القطاع العام، للوصول الى إدارة عامة كفؤة، قادرة على تقديم الخدمات النوعية المواطن بعدالة ونزاهة، وأن يبقى هذا الاساس نهج متبع مستقبلا يلتزم به كل اركان الادارة العامة موظفين ومسؤولين
و التوجيه الى واجبات الرقابة على الحكومة، على مجلس الاعيان والنواب بحد سواء، وهي ضمانة لتنفيذ مسارات التحديث، من أجل التقدم لخدمة الأجيال القادمة.
التصريح بمطلق الثقة بأن دولتنا الأردنية راسخة الهوية، لا تقامر في مستقبلها، وتحافظ على إرثها الهاشمي، والانتساب العربي والإنساني، ولن يكون المستقبل خاضعا لسياسات لا تلبي مصلحة الوطن وشعبه، او تخرج عن تلك المبادئ السامية التي نشأت عليها الدولة منذ التأسيس.
تأكيد جلالة الملك على أن السلام العادل والمشرف هو السبيل لرفع الظلم التاريخي الذي حل على الشعب الفلسطيني من جراء الاحتلال الإسرائيلي والتمسك به لاستعادة الحقوق لأصحابها والذي يمنح الأمن والسلام لجميع الأطراف رغم كل المعيقات التي يفتعلها المتطرفون الذين لا يؤمنون بإحلال السلام.
و التأكيد بإصرار على هوية القدس العربية باعتبارها أولوية هاشمية، يتحمل ارث الدفاع عن المقدسات والمحافظة عليها، استنادا للوصاية الهاشمية التي تؤديها المملكة بشرف وأمانة المسؤولية التاريخية، و ان الاردن سيقف بوجه العدوان الصهيوني وبكل صلابة فيما يعترض من عدوان آثم،على قطاع غزة والضفة الغربية ، وأن لا يدخر جهدا في التحرك الدبلوماسي لوقف العدوان الإسرائيلي عن الشعب الفلسطيني، من خلال توفير ما يحتاجه الأشقاء من غذاء ودواء و كسر الحصار. وحرص على إبراز أصالة الجيش العربي الباسل الذي هو عنصر قوة الأردن في الدفاع عن الحقوق عند اللزوم وهو مصدر فخر واعتزاز الجميع وهم سيبقون على عهد الوفاء والولاء والانتماء للعرش الهاشمي والوطن الغالي ليبقى الاردن مواصل البناء والإنجاز.
دلالات القول الفصل في خطاب جلالة الملك، بعمق مضامينه يؤكد الحرص الهاشمي، الذي يعتمده عميد آل البيت الهاشمي، نابعا من قوة الموقف، يدعو إلى الفخر والاعتزاز، بجلالة الملك المفدى ومواقفه المشرفه، ويشعرنا بنشوة السعادة، والزهو بأن حبانا الله بقيادة هاشمية. ملهمة تهتم بقضايا الامه المصريه والحرص على تأكيد موقف المبدأ ،الذي يقف ملكنا المفدى موقف الشجاعة، والجديرة على الإقناع، دفاعا عن الحق والواجب الذي يتبعه، لنؤكد الى الجميع التفافنا بكل نسيجنا الشعبي وبمل وما أوتينا من قوة، حول الراية الهاشمية الخفاقة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وولي عهده الامين الامير الحسين بن عبدالله الثاني، معاهدين الله أن نبقى الجند الأوفياء للقيادة الهاشمية والله نسأل التوفيق والسداد لجلالة الملك والعمر المديد و عهدنا مما سار الاجداد والاباء ان نبقى الأوفياء للعرش الهاشمي،واننا جميعا نهتف. انا معه وبه ماضون والله الموفق.
د. الشيخ موفق محمد سعود القاضي
شيخ عشائر بني خالد البادية الشمالية/ حوشا