أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأربعاء .. طقس بارد وفرصة للأمطار سماع دوي انفجار في بلدة عقربا شمال مدينة إربد ( صورة ) اكثر من نصف سياح الاردن عرب الأردن .. اتهام محاسب بالمياه باختلاس 1.65 مليون دينار غارات إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان والبقاع الاردن .. السجن لمحاسبة في (الآثار) اختلست مليون دينار الاردن يستورد (تابلت) بـ 40 مليون دينار في 10 أشهر مقتل جندي جنوب لبنان وإصابات مباشرة لصواريخ حزب الله في "تل أبيب" (شاهد) خبير عسكري: عمليات شمال غزة تؤكد تماسك القيادة الميدانية للقسام ضباب مُتوقع ساعات فجر وصباح الأربعاء الصفدي: لا ينبغي أن تستمر وحشية المجاعة بغزة حكومة نتنياهو تعيد تنفيذ الانقلاب القانوني وبأقصى سرعة قروض الاردن المناخية تقفز %83 دعوات لإجراءات تنشط السياحة الداخلية في الاردن التعادل الإيجابي يحسم مواجهة النشامى والكويت قتلى باشتباكات بولاية الجزيرة ونزوح الآلاف من الفاشر عقوبات أميركية على 6 من قادة حماس خسائر جديدة للواء غولاني وإسرائيل تعلن اغتيال قائد بحزب الله بعد قتل 20 لصا في غزة .. مغردون يتهمون إسرائيل بإدارة عصابات نهب المساعدات الأردنية: انتهاء دوام الإداريين الأربعاء الساعة 3 عصرا
الأردنيون يريدون دولة عادلة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الأردنيون يريدون دولة عادلة

الأردنيون يريدون دولة عادلة

20-11-2024 06:23 AM

لو سألتني : ماذا يريد الأردنيون اليوم.. ؟ سأجيبك بكلمتين: دولة عادلة. والعدل هنا متعلق بسيادة القانون، ولا يمكن لأي قانون ان يحظى «بالعدالة» والسيادة إلاّ إذا كان إفرازاً للديمقراطية الحقة التي تضمن مسألتين: إحداهما ان يتولى الناس إدارة شؤونهم من خلال ممثلين أكفاء يختارونهم بنزاهة، ومؤسسات يشاركون فيها على أساس المواطنة التي تقرر لهم المساواة في الحقوق والواجبات.

اما المسألة الثانية فهي ذات بعد أخلاقي، حيث لابدّ ان تستند هذه الديمقراطية لمرجعية أخلاقية ترقي بسلوك الناس وتهذب طباعهم، وهذه المرجعية هي «روح» الديمقراطية التي تحررها من صفتها «الآلية» وتسمو بها فوق «المرجعيات» المختلفة، وتستند المرجعية الأخلاقية هنا الى «مشتركات» المجتمع التي تتوافق عليها أغلبيتهم على أساس احترام العقائد والأفكار والنظام العام.

الدولة العادلة، بهذا المعنى، وردت في الورقة النقاشية السادسة التي نشرها الملك قبل سنوات، وهي تستمد «مدنيتها» من مدنية المجتمع، لأنه لا يوجد في خبرتنا التاريخية دولة دينية أصلاً، كما ان بلدنا لم يقم على حكم عسكري، وبالتالي فإن الدولة المدنية، كما وصفها الملك، هي دولة مؤسساتية وليست علمانية، مؤسساتية ينتصر فيها القانون للجميع، وغير علمانية حين ينصرف هذا المصطلح الى خصومة مع الدين، او حين يُوظف لحساب طبقة سياسية ضد اخرى.

لكن الأهم من حسم سؤال النظرية للدولة المدنية هو الإجابة عن سؤال التطبيق، فالبعض –كما ذكر الملك في الورقة النقاشية - يظن أنهم الاستثناء الذي يُعفى من تطبيق هذا المبدأ (سيادة القانون) على ارض الواقع، هنالك، بالطبع، امثلة كثيرة على ذلك، كالتجاوزات التي تحدث في التعيينات بسبب الواسطة والمحسوبية، ولا تراعي أسس الكفاءة عند التعيين والاختيار، او تساهل بعض المسؤولين في تطبيق القوانين مما يفسح المجال للتساهل الذي يقود لفساد اكبر، وإضعاف قيم المواطنة ايضاً، زد على ذلك ما أصاب الجهاز الإداري من ضعف، وما يحتاجه مرفق العدالة من جهود لتحسين أدائه وتحصينه.

هذه الوقائع التي أشار اليها الملك تشكل «مربط» الفرس الذي يستدعي التوقف وإعادة النظر، فما هي الوصفات التي يمكن من خلالها ان «نعالج» هذا الخلل الذي أصاب «حركة» الدولة في صميم «مدنيتها»؟ الإجابة كما يطرح الملك عنوانها «سيادة القانون»، وهذه السيادة تقتضي التزام الحكومات والمؤسسات الرسمية ويقظة المجتمع ايضاً، فلا «مدنية» بدون إحساس الناس وقناعتهم بإن الدولة التي ينتمون اليها هي «للجميع»، باعتبارهم مواطنين فيها وليسوا رعايا.

ولا مدنية بدون وجود مشروع وطني بهوية أردنية ( نقطة) يلتقي عليها الأردنيون من وحي إدراكهم ان هذا المشروع يمثلهم، وانه ضرورة لتحقيق أهدافهم ومطالبهم، وهذا ( المشروع) وطني وتاريخي بمعنى واحد، يستمد وطنيته من الانتماء للأردن الدولة والوطن، كما يستمد تاريخيته من اللحظة التاريخية التي تستوجب حسم الأسئلة المعلقة والمتعلقة بالهوية والمصالح والارتباطات والعلاقات، بإجابات واضحة لا تقبل اللبس، من اجل التأسيس لإصلاح شامل وحقيقي ينقلنا من دائرة الشك إلى اليقين، ومن مجرد الإحساس بالخطر الى مواجهته فعلا.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع