زاد الاردن الاخباري -
أكد مدير إدارة الأرصاد الجوية، رائد آل خطاب، أن التغير المناخي يعكس تغيرًا في المعدلات العامة للعناصر المناخية، خصوصًا درجات الحرارة والمجاميع المطرية، نتيجة زيادة تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي الناتجة عن الأنشطة البشرية.
وأشار آل خطاب إلى أن الأردن شهد خلال السنوات الماضية تغيرات جوهرية في قيم الطقس، كان أبرزها ظاهرة الأمطار الوميضية، التي أودت بحياة نحو 25 شخصًا في موسم سابق بسبب الفيضانات الناتجة عنها، بحسب الرأي.
فيما كشف آل خطاب أن التنبؤات الفصلية لشهور كانون أول و ثاني وشباط تشير إلى ان الهطولات المطرية ستكون اقل من المعدلات السنوية باحتمالية تصل الى ٥٠%.
وأضاف أن ظاهرة الأمطار الوميضية تترافق غالبًا مع شدة في الهطولات المطرية، ما يؤدي إلى تشكل السيول في المناطق المنخفضة مثل الرويشد ومعان، نتيجة لمنخفضات حرارية مصحوبة بارتفاع درجات الحرارة السطحية.
وعن تأثير التغير المناخي في الأردن، قال آل خطاب إن التغير المناخي أصبح واضحًا من خلال تغير الأنظمة الجوية، التي أدت إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات درجات الحرارة، خاصة درجات الحرارة الصغرى، وزيادة عدد الليالي الدافئة في معظم مناطق المملكة.
كما أشار إلى انخفاض معدلات الهطول السنوي في العديد من المناطق، وزيادة تكرار الأمطار الوميضية وما نجم عنها من سيول مدمرة تتسبب بخسائر بشرية ومادية.
وأضاف أن التغير المناخي ساهم أيضًا في زيادة رقعة الجفاف في المملكة، مما شكل تحديًا بيئيًا يستدعي تكاتف الجهود للتخفيف من آثاره.
وقال آل خطاب أن عام 2024 مرشح ليكون الأكثر حرارة في التاريخ مع تجاوز الاحترار 1.5 درجة مئوية مؤقتاً.
وبين آل خطاب ممثل المملكة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، ان المنظمة ذكرت في تقرير أولي أن عام 2024 يتجه ليصبح الأكثر حرارة على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة. يأتي ذلك نتيجة ارتفاع استثنائي في متوسط درجات الحرارة العالمية، مدفوعًا بظاهرة «النينيو» وزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وكشف أن الرسائل الرئيسية في التقرير تظهر ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث شهدت الشهور التسعة الأولى من 2024 زيادة قدرها 1.54 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
كما بين أن التوقعات تشير إلى أن 2024 سيتجاوز عام 2023 كأكثر الأعوام حرارة في التاريخ، والسنوات العشر الماضية سجلت أعلى معدلات للحرارة على الإطلاق.
وأكدت المنظمة أن تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية مؤقتًا لا يعني إخفاق أهداف اتفاق باريس، لكنه يمثل إنذارًا عالميًا خطيرًا. كل زيادة إضافية في الاحترار تؤدي إلى تفاقم الظواهر المناخية المتطرفة وتأثيراتها الكارثية.
يمثل التقرير الأولي عن حالة المناخ لعام 2024 صافرة إنذار للعالم، مشددًا على أهمية التعاون الدولي والتحرك السريع للحفاظ على الكوكب من آثار الاحترار العالمي المتزايدة.