زاد الاردن الاخباري -
أكد الرئيس السوري بشار الأسد "ان معركتي ليست مع العرب ولا نهتم بما ينتج منهم ولا بتحركاتهم التي تجري حالياً، فالمعركة مع مَن يحركون الدول العربية"، موضحاً ان "بعض البلدان العربية غير مقتنعة بالموقف الذي أبدته في الجامعة ضد سورية، وقد تلقينا العديد من الاتصالات من دول عربية أكدت أن شيئاً لن يتغير في العلاقات الثنائية بعد صدور قرار العقوبات بحق سورية"، ومعلناً "ان الزعماء العرب سيأتون الى دمشق ليعتذروا في النهاية".
ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية عن الاسد قوله خلال استقباله وفد "تجمع العلماء المسلمين في لبنان" برئاسة رئيس مجلس الأمناء الشيخ أحمد الزين ان الولايات المتحدة "تحاول تغطية انسحابها من العراق عبر افتعال المشكلات في سورية"، موضحاً "ان الخطة الاميركية كانت تقضي بتقسيم العراق، الا ان الاميركيين اكتشفوا ان تقسيم العراق مستحيل بوجود سورية الى جانبه، فإما سورية مقسمة وعندها يمكن تقسيم العراق وإما البلدان لا يقسمان، واليوم الاميركيون في اضعف اوضاعهم الخارجية، ويريدون تغيير النظام في سورية، لكنهم لن يتمكنوا من ذلك".
وتوقف الرئيس السوري عند الموقف الاستراتيجي لروسيا تجاه سورية ورهان البعض على امكان تحول في موقف موسكو الداعم لبلاده، معلناً "ان ما قدمته روسيا كان استراتيجياً ولن تتراجع عنه، وهم اليوم معنا في هذه المعركة"، مضيفاً: "لا ثمن يمكن تقديمه لروسيا يوازي خسارة سورية ودورها في المنطقة، فخسارة الدور السوري يعني خروج روسيا نهائياً من الشرق الاوسط".
وكاشف ضيوفه قائلاً ان سورية لم تكن متشجعة للموافقة على وثيقة جامعة الدول العربية "الا ان القيادة الروسية تمنّت موافقة سورية عليها لتخفيف الضغط على سورية ولإيجاد بيئة اكثر ايجابية، وهو ما حصل فوافقت دمشق على البروتوكول".
واذ لفت الى ان العقوبات الاقتصادية "ستؤثر على سورية"، تدارك: "لكنها لن تكون كارثية، وستكون هناك مجموعة اجراءات ستساعدنا في مواجهة هذه العقوبات"، موضحاً "ان الجمهور الذي ينزل الى الشوارع ليس بالضرورة انه كله مؤيد للنظام، لكن الناس مستفزون من موقف العرب وخاصة جامعة الدول العربية تجاه بلادهم، وقاموا بردة فعل عليها"، ومستغرباً على حد تعبيره "موقف السودان من سورية التي لطالما دعمته خلال الفترة الصعبة التي مر بها والعقوبات التي تعرض لها، لكنه في النهاية وافق على العقوبات ضد سورية".
واكد "ان تركيا لا يمكنها ان تملي على سورية إرادتها، وهي تدخل في امر اكبر من حجمها الاقليمي وأكبر مما يسمح به واقعها"، مكرراً: ان المعركة مع الغرب.
وقال بثقة انه يعلم "ان المعركة ليست قصيرة وهي قاسية، لكن الظروف اليوم افضل مما كانت عليه قبل اشهر، وقد طلبنا من الجيش دائماً عدم استخدام الاسلحة الثقيلة في المعارك العسكرية، والاكتفاء بالاسلحة الخفيفة".
وشدد على ان "لا تراجع في موضوع الاصلاحات، وهي تتقدم، لكن الغرب لا يطلب من سورية القيام بإصلاحات، بل يبدي استعداده لغض الطرف عن الاصلاحات اذا التزمت سورية بمطالب وزير الدفاع الاميركي الاسبق كولن باول، وخضعت للشروط الغربية".
وفي مجال آخر، اشار الى: أن الإسلاميين مشارب شتى، وحتى من ضمن الفكر السلفي فالبعض تكفيري، بينما هناك من هم دعويّون، وبين الفرق الأخرى أيضاً، ما بين الاخوان المسلمين وما بين الفرق الصوفية وما بين هذه وتلك. لكن السلطات السورية تعاملت مع الكل بنفس العصا، وأغلقت العديد من المعاهد الدينية، وطاردت العديد من الاشخاص، وضربت مجموعات لا شأن لها بتهديد الاستقرار.
واذ طلب التدقيق في مصطلح الاسلاميين، مفضلاً تعبير المسلمين، قال: الآن نعيد النظر في اسلوب التعامل مع الكل، وقد أسسنا قناة اعلامية باسم نور الشام اسلامية متخصصة، ونحن نسعى الى تبديل التضييق الذي ساد في الماضي بتوسيع على المسلمين السوريين.
وتعليقاً على إمكان الحوار مع حركة الاخوان المسلمين، العلاقة مع الحركة ليقول: فتحنا سابقاً ابواب الحوار مع الاخوان عدة مرات، الا اننا لم نصل الى نتيجة، وكان ذلك بفعل تشبث الاخوان برأيهم، وبعدها ايضاً كنت مستعداً للحوار انطلاقاً من مرحلة حماه، وصولاً الى الحاضر، ولم اكن انوي تجنب اي نقطة او مرحلة، لكن اليوم نحن غير مستعدين للحوار معهم ما لم يتخلوا عما هم فيه.
واوضح: ان الجو المذهبي لم يكن موجوداً في سورية، وكانت السلطات تتعامل مع اي محاولة لإثارته بحزم، لكن هناك من عمل على اشاعته، واليوم انحسر هذا الجو الى منطقة حمص فقط.
ورداً على سؤال من احد ضيوفه عن استعداده لاستقبال زعيم "تيارالمستقبل" سعد الحريري مجدداً، اشار الى أن سورية لم تغلق بابها أمام احد، مضيفاً: ان ساعات اللقاءات مع سعد الحريري اوضحت له ان الحريري لا يحبذ الحديث في السياسة، بل في شؤون متفرقة أخرى، الا ان دمشق تستقبل كل من يطرق بابها، وفي حال عودته عن موقفه فلا مانع من استقباله، رغم كل الكلام الذي قاله.
وتطرق الضيوف الى الاعلام السوري ومدى تقصيره في اظهار الحقائق الى العالم، وخاصة لناحية بعض ما يرد فيه من مستوى خطاب سياسي، مشيرين الى عدم الكفاءة في التعامل مع الأزمة، عدا عن الثغرة الكبيرة التي سادت في مؤتمر وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
ووافق الأسد على التقصير الذي يعيشه الإعلام السوري، قائلاً انه لم يصل بعد الى اداء دوره، والآن يجري تطوير العمل الاعلامي، مستطرداً إنه لم يشاهد شريط الفيديو في مؤتمر وليد المعلم.