جاذبة هي صفات العسكر عموما، تتعلق بهم وتحبهم دون أن يجمعك معهم دم أو اسم عشيرة أو سكن حارة.
كنا صغارا نرى بدلة الشرطي أو العسكري يمشي متماهيا بها وزاهيا، فنشعر بأمان وهيبة، كبرنا وأصبح الشعور مختلفا، صرنا نراهم أبطال الظلال التي لا نراها، لكن نشعر انهم يقفون دوما بيننا وبين خطر لا نعلمه.
نحبهم في الطرقات، وعلى الجبهات، حماة حلم الصغار، وملبين لهفة الكبار،
يشبهون دحنون الوطن، وحبقه، حبا وارتباطا بالأرض، بالوطن.
لا يخرجون علينا بخطابات رنانة، فقط يكتفون بحمل أمانة، في ان تبقى سماؤنا هادئة، وأرضنا آمنة،
أبطال الصمت، تمضي حياتهم في دروب من التحدي حتى يبقى أفق هذا الوطن صافيا، وما أكثر الملوثات.
كيف لا تحب من يضع حياته على المحك ليكون قلبك مطمئناً؟
كيف لا تحب من يودع أسرته ليلا أو صباحا لتجلس إلى مائدة أحبتك تتناول طعامك هنيئا مريئا.
كيف لا تحب من يقول لك «حياك الله» من الشرطة والعسكر إذا ما حدثته،
اتساءل في كل مرة أرى عسكريا أو شرطي، هل قلوبهم حقا خالية من الخوف، فلا يترددون في الوقوف أمام أي خطر أو تهديد، ثابتين، يعملون بصمت ويصلون.
الحب والعسكر قوة لا تقهر، حاضرون في مهجاتنا، حكاية حب صامتة احيانا وصادحة احيانا أخرى، لا نتحدث عنها كثيرا، لكنها معظم حديثنا إذا ما تجرأ أحد على الخوض، أو استفزاز هذا الحب،
نحبهم ويحبون الوطن وأهله، حب لا تقدر على وصفه الكلمات.