زاد الاردن الاخباري -
رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، استهداف الاحتلال لبلدة سلوان القريبة من المسجد الأقصى المبارك، عبر مجموعة من الإجراءات التعسفية الجائرة التي تهدف إلى الاستيلاء على هذه البلدة وتهويدها بالكامل، بعد تفريغها من سكانها الفلسطينيين.
ووفقا لتقرير البرنامج المعد في القدس، فأن حي سلوان هو الأقرب إلى المسجد الأقصى المبارك، وأشد الأحياء المقدسية استهدافا من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية والجماعات الاستيطانية، التي أخذت على عاتقها تهويد الحي بشكل كامل، سواء عن طريق مصادرة الأراضي لصالح سلطة الطبيعة التابعة للاحتلال بهدف تحويلها إلى حدائق توراتية، أو أوامر مصادرة المنازل بحجة امتلاك اليهود لها قبل أكثر من مئة عام، أو عبر زرع القبور الوهمية في أراضي الحي بهدف مصادرتها. إضافة إلى أوامر الهدم التي اشتدت وطأتها في الشهر الاخير بعد أن أقدمت سلطات الاحتلال على هدم 8 منازل في يوم واحد، بذريعة عدم الترخيص. دون إعطاء ساكنيها فرصة لإخراج أثاثهم منها ولا حتى أخذ ملابسهم.
وأوضح التقرير أن استهداف بلدة سلوان لم يتوقف على أوامر الهدم ومصادرة الأراضي وفرض الضرائب الباهضة على سكانها ومؤسساتها، بل تعدا ذلك إلى خلق رواية جديدة "تتناسب مع المحتل ولامكان فيها للعربي الفلسطيني صاحب المكان والتاريخ"، من خلال عمل الحفريات وفتح الأنفاق أسفل البلدة، بشكل يهدد بيوت الفلسطينيين ويشوه المشهد الحضاري للبلدة، التي تعتبر الحاضنة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك. ولفت التقرير إلى أن هذا الاستهداف "الأكثر خطورة" بدأ بإنشاء مؤسسة تم تسميتها "إلعاد"، وهي اختصار لكلمات عبرية تعني "إلى مدينة داود"، ومهمتها فحص المفهوم الأثري والمعماري تحت الأرض وفوقها، كما تم تسليم كامل حوض سلوان إلى هذه المؤسسة الاستيطانية.
ولفت التقرير إلى أن نادي سلوان الرياضي يواجه أخطارا حقيقية ايضا، بعد إبلاغ سلطات الاحتلال إدارته بدفع ضرائب باهضة، وسط تحذيرات من أن "عدم الدفع" قد يؤدي إلى الاستيلاء على النادي وبيعه. حيث تطالب بلدية الاحتلال النادي الذي تأسس عام 1965بدفع مبلغ يعادل 270 ألف دولار، وهي ضريبة المسقفات "الأرنونة" التي تلاحق المقدسيين على أملاكهم في المدينة المقدسة.
وأشار التقرير إلى أن استهداف النادي بهذه الضريبة يقع ضمن خطط سلطات الاحتلال باستهداف المؤسسات الثقافية والحجر والبشر والهوية الفلسطينية، حيث أن موقعه يعتبر استراتيجيا في بلدة سلوان، لأنه محاط بكتل استيطانية من الجوانب كافة.
وقال رئيس لجنة الدفاع عن منازل حي البستان في بلدة سلوان، فخري أبو دياب، إن الضرائب التي تفرضها سلطات الاحتلال تعد "سيفا مسلطا" على رقاب المقدسيين، حيث أن 66 بالمئة من أهالي القدس مديونين لسلطات الاحتلال ومؤسساته من خلال 27 نوعا من الضرائب والرسوم.
وأضاف أن بعض هذه الضرائب لا يتم الإعلان عنها وإبلاغ المقدسيين بها إلى بعد سنين طويلة، بعد أن تتراكم بشكل كبير، بحيث لا يستطيع صاحب العقار سداده، لتقوم سلطان الاحتلال بعد ذلك استغلال هذا الدين للاستيلاء على العقار.
وبخصوص استهداف الاحتلال لنادي سلوان، أوضح أبو دياب إن سلطات الاحتلال تريد الاستيلاء على النادي لأنه مركز ثقافي مهم للمقدسيين، إضافة إلى أنه ملاصق للمستوطنة التي بناها ويعيش فيها نائب رئيس بلدية الاحتلال، الذي يدعي بأنه "الرئيس الفعلي" للجزء الشرقي من بلدية القدس، كما أنه مسؤول عن محاولات الاستيلاء على المنازل في حي الشيخ جراح وهدم المنازل في سلوان والكثير من الأحياء المقدسية.
وأشار إلى أنه منذ احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967 حتى يومنا هذا، خصصت بلدية الاحتلال وما يسمى ب"اللجنة اللوائية للبناء" ما مجموعه 13 بالمئة فقط من أراضي الجزء الشرقي من القدس للبناء والسكن للفلسطينيين، وتم اختراق هذه الأراضي بمشاريع الحدائق التوراتية، كما تم مصادرة حزء كبير منها لصالح الجمعيات الاستيطانية. ولفت إلى أن المساحة الفعلية التي يستطيع الفلسطيني البناء عليها الآن لا تتجاوز الواحد بالمئة من مجموع مساحة الجزء الشرقي من القدس. وسط إجراءات مستحيلة لاستصدار التراخيص.
وشدد أبو دياب على أن ادعاء الاحتلال بأن بناء المسارات التلمودية والحدائق التوراتية على الأراضي والمسطحات المصادرة، يثبت أن الصراع هو صراع "عقائدي ديني"، حيث أن الاحتلال يغلف دائما كل مشاريعه التهويدية بغلاف أيدولوجي ديني. وذلك بهدف "خنق" الأقصى بالمشاريع التهويدية وطرد السكان الأصليين من القدس.