ما أن يستلم ترامب الرئاسة الأمريكية بداية العام القادم حتى يبدأ بخوض معركة إقتصادية طاحنة نتيجة تردي أوضاع الإقتصاد الأمريكي الذي تركه له الرئيس بادين على مدار اربع سنوات،بمديونية وصلت 36 ترليون دولار ،فإيقاف الحروب في الشرق الأوسط واوكرانيا وحده لا يكفي ،لذا بدأ الرئيس ترامب بتوجيه برسالة قوية لدعم الدولار خشية من إنهياره خلال العقد القادم،حيث قال لدول مجموعة بريكس إذا حاولتم صك عملة جديدة سأفرض رسوم جمركية عليكم 100%، وهذا بحد ذاته تحدي غير مسبوق سيثير حفيظة تلك الدول التي بدأت بشق طريقها في مجموعة بريكس بثبات واضح خلال السنوات السابقة ،عندما إنشغلت خلالها إدارة بايدن بحروب عبثية وتوترات أضرت كثيرا الإقتصاد الأمريكي.
عند إستلام ترامب الرئاسة سيوجه بوصلته نحو الصين لتصبح المنافس الوحيد الإقتصادي للولايات المتحدة ،ليقوم بالتضييق الإقتصادي عليها بفرض رسوم على بضائعها قد تصل إلى 60%،ويحاول عزلها عن العالم وفي البداية العزل عن حليفتها القوية روسيا ،بعد إنهاء حرب أوكرانيا سيدخل ترامب مع روسيا بصفقات مغرية على حساب الصين ،وعلى أقل تقدير سيحاول ترامب تحييدها في قضية تايوان ،والتي ستصبح البؤرة الوحيدة المشتعلة في العالم بعد إيقاف حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا.
اما بالنسبة للحليفة أوروبا سيفرض ترامب عليها ضرائب تصاعدية في مجال الدفاع والأمن عن طريق فرض شروط بالموازنات الدفاعية على دول حلف الناتو ،لتصب جميعها في صالح الأقتصاد الأمريكي،ويحاول ترامب أيضا بناء حلف عسكري جديد في الشرق الأوسط ضد إيران ليصب أيضا في دعم الإقتصاد الأمريكي من خلال مبيعات السلاح والدعم والخدمات اللوجستية والتي تقدر بمئات المليارات.
إن ترامب من خلال تقربه من رؤساء الشركات التكنولوجية في بلده من أمثال ايلون ماسك سيشن حربا تكنولوجية على الصين،بمحاصرتها في التكنولوجيا المتقدمة ومنعها من الوصول اليها، لتبقى الولايات المتحدة في القمة وخصوصا أن إعتماد الإقتصاد الأمريكي على التكنولوجيا بنسبة 50% في حين تعتمد الصين على 60% بنسبة تتفوق على الولايات المتحدة ب10%،وقد بدأت الولايات المتحدة بالتضييق على الصين بمنع وصول أشباه الموصلات ل140 شركة .
وفي المقابل سيقوم ترامب بتخفيض الضرائب عن الشركات التكنولوجية الأمريكية وزيادة دعم الإبداع والإبتكار ،ودعم صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية وكذلك أبحاث وتكنولوجيا الفضاء من خلال دعم شركات ايلون ماسك وكذلك شركة انفيديا والمتخصصة في الرقائق الإلكترونية ،لأن القادم هو الذكاء الإصطناعي والروبوتات، والتي تستخدم المعالجات المتطورة جدا التي ستؤدي أدوارها الدفاعية والصناعية والزراعية والصحية والتعليمية.
فإنطلاقة العالم المتسارعة ستبدأ بدخول الثورة الصناعية الخامسة قبل موعدها ،ليشتعل التنافس من جديد بين الصين والولايات المتحدة.
الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي.
المهندس مهند عباس حدادين. mhaddadin@jobkins.com