نعم، نحب غزة ونعشقها، فهي جزء من وجدان الأمة وعنوان لصمودها، ونفخر بسوريا الخضراء، جارتنا الشقيقة التي نأمل لها كل الخير والسلام؛ قلوبنا تنبض حباً للوطن العربي بأسره، وندعو الله أن يحفظ الأمة الإسلامية من كل سوء. لكن في هذا الوقت تحديداً، وفي ظل المشهد الضبابي الذي يحيط بنا، أصبح شعار المرحلة "الأردن أولاً" ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل .
قراءة المشهد الحالي
إن الأوضاع الراهنة التي يعيشها الإقليم والعالم جعلت الصورة غير واضحة، بل مليئة بالتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فالأردن، بموقعه الجغرافي الاستراتيجي وحساسيته التاريخية، يواجه ضغوطاً داخلية وخارجية تتطلب منا جميعاً التكاتف والوقوف صفاً واحداً للحفاظ على أمنه واستقراره.
لماذا الأردن أولاً؟
أولوية الاستقرار الوطني: لا يمكننا أن نساهم في دعم أشقائنا أو محيطنا إذا لم نحافظ على استقرار بيتنا الداخلي.
تنمية الاقتصاد والمجتمع: إن التركيز على الأردن أولاً يعني بناء اقتصاد قوي ومستدام، وخلق فرص عمل لأبناء الوطن.
الحفاظ على الهوية الوطنية: في ظل التغيرات الثقافية والاجتماعية، علينا أن نحمي قيمنا وتراثنا الوطني من أي تأثيرات سلبية.
مسؤولية مشتركة
الأردن أولاً لا يعني الانعزال عن محيطنا العربي والإسلامي، بل هو دعوة لتقوية الداخل ليكون منطلقاً لدعم الخارج. إنها مسؤولية مشتركة بين المواطن والدولة، حيث يكون المواطن شريكاً في صناعة القرار، والحكومة ملتزمة بتحقيق العدالة والتنمية.
ختاماً
الأردن أولاً ليس مجرد شعار، بل هو التزام تجاه الوطن والأجيال القادمة، نحب أشقاءنا ونتمنى لهم كل الخير، ولكن حبنا لأردننا يتطلب أن نضعه في المقدمة، لنحميه من التحديات، ونبني له مستقبلاً يليق بتاريخه العريق وشعبه الأبي .
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي