زاد الاردن الاخباري -
عمان-وقع الباحث في الشأن الفني والتراثي الأستاذ نبيل عماري يوم السبت كتابه "نغم وحكاية"، الصادر عن دار يافا العلمية.
شارك في الحفل الذي أقيم في منتدى الرواد الكبار كل من الدكتور مهدي العلمي، والمطرب فؤاد حجازي، وأدارته المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.
حضر هذا الحفل جمهور من عشاق الفن والطرب، إلى جانب مديرة المنتدى هيفاء البشير، التي قالت: "نلتقي في هذه الأمسية التي نستضيف فيها حارس التراث الشفوي في الأردن، نبيل عماري، والدكتور مهدي العلمي، والفنان صاحب الطرب الأصيل فؤاد حجازي، في حفل توقيع كتاب "نغم وحكاية" للأستاذ نبيل عماري، الذي نذر حياته لجمع التراث الشفوي والبحث في جذوره ليكون ذخراً للأجيال، وتوثيقاً للزمن الجميل".
وأضافت البشير "لقد اعتدنا من خلال حكايات عماري التي ينثرها هنا وهناك عبر الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي أن يرحل بنا إلى زمن البراءة والصدق والعطاء، ذاك الذي وعينا عليه حين كان الأخ عضداً لأخيه، والجار يقف مع الجار، والله مع الجميع".
وعبرت البشير عن سعادتها بمشاركة الدكتور مهدي العلمي، الشخصية المميزة وذات العطاء الكبير في العلم والثقافة، والمطرب صاحب الصوت الرخيم الأستاذ فؤاد حجازي، الذي هدهد صوته ليالينا وأزال عن قلوبنا آهات الزمن.
من جانبه قال العلمي إن ما قام به الباحث في الذاكرة الوطنية والعربية، نبيل عماري، حيث بذل جهدًا كبيرًا ومشكورًا للتحدث عن المناسبات الكامنة خلف ثمانين أغنية من الأغاني المعاصرة، أغاني الزمن الذهبي التي رددناها آناء الليل وأطراف النهار، والتي طربنا عليها، والتي رسمت الابتسامات على شفاهنا، أو جعلت الدموع تنهمر من مآقينا، أو ألهبت أكفنا بالتصفيق الحاد المدوي، أو جعلت أجسامنا وأيدينا تتمايل وتتراقص وتتحرك معها، أو جعلتنا نغرق في نوم عميق هادئ وجميل ونحن نحتضن الراديوهات (الترانزستور) عند توجهنا إلى أسرتنا للخلود إلى النوم. ذلك اليوم الذي لا نجد مثله في هذه الأيام!"
وأشار العلمي إلى أن ما قام به عماري هو مهمة علمية بحثية شاقة ومضنية، قام بها هذا الأمين على ذاكرة الأمة الغنائية. فلو تحرّى أحدنا عن مناسبة أغنية واحدة من الأغاني، فإنه سيعود إلى مجموعة كبيرة من الكتب والمراجع والأفلام السينمائية، فكيف إذا كان عدد الأغاني التي عرض مناسباتها في كتابه القيّم "نغم وحكاية" (82) أغنية؟
وأضاف العلمي أن المؤلف يوضح المناسبات الكامنة وراء أغانٍ معروفة ومشهورة وخالدة مثل:"مرّيت بالشوارع/ شوارع القدس العتيقة/قدام الدكاكين/ اللي بقيت من فلسطين/حكينا سوى الخبرية/ وعطيوني المزهرية/قالوا لي هيدي هدية/ من الناس الناطرين"، وأيضا وأيضًا مثل أغنية:"مرحى لمدرعاتنا/ رمز القوة لبلادنا/إن نزلت للميدان/ تحمينا من العدوان/وتخلي النصر قبالنا/ مرحى مرحى مرحى".
من جانبه، قال مؤلف الكتاب الباحث نبيل عماري إن كتابه هو كتاب نثري يحتوي على نصوص وومضات نثرية صاغها بأسلوب سلس معتمدًا على الفكرة والمعنى، حملت في طياتها كلمات عاطفية إنسانية. وأول خاطرة فيه هي بعنوان "نغم وحكاية"، جاء فيها: "حكايا الأغاني القديمة تأخذنا في رحلة جميلة ورائعة مع زورق يبحر بنا في نزهة حلوة، نشتم في تلك الرحلة عبق الماضي وزمان الذكريات بصوت جميل ساحر، ولحن لا أروع، وكلمات لها في القلب موضوع. تلك الرحلة سوف يقطعها قارئ الكتاب؛ فلكل أغنية حكاية تدخل في وجدان القارئ، لتأخذه إلى تفاصيل أغاني أحببناها.
هناك العديد من الأغاني التي لا يزال الجمهور يرددها حتى الآن، ويستمع إليها بين الحين والآخر، وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على ميلاد هذه الأغاني، فإنها لا تزال عالقة في ذهن الجمهور. ولكن، هل سألت نفسك يومًا: كيف جاءت هذه الأغاني التي نستمع إليها دائمًا؟ وهل هناك قصة وراء وجود هذه الأغاني، حتى تظل عالقة في الذاكرة إلى الآن؟ أم أنها جاءت بمحض الصدفة؟ لتكون القصة وراء هذه الأغاني هي الصدفة".
من جهته تحدث الفنان فؤاد حجازي عن ذاكرة الفن بالزمن الجميل وبداياته في الاذاعة الأردنية بعمر ١٧ عاما وأثنى على الباحث والكاتب بما يكتبه عن الزمن الجميل وفيما يختص بالفن الجميل عامة وكتابه نغم وحكاية والذي يؤصل لزمن الإبداع من ناحية قوة الشعر وبدع التلحين وجمال الاصوات العذبة لما تحمل بين طياتها قصص اغان جاءت بالصدف او بموقف حدث.
وقدم حجازي العديد من أغنياته الجميلة من أغنية "آمنت بالله"، "اشتقتلك يا طارق"، وبين الفواصل مواويل بصوت جبلي بديع حيث صدحت القاعة بالتصفيق الحار.