درجت العادة في الأردن عند البعض من أصحاب المعالي السابقين او اللاحقين وعند قيامهم بالجولات الميدانية او إفتتاح المشاريع الإقتصادية او الإجتماعية أو السياحية الحرص على إصطحاب فرق تلفزيونية من مختلف المحطات والقنوات التلفزيونية العربية والإنجليزية وغيرها من الوسائل الإعلامية المكتوبة والمسموعة لتصوير وتوثيق بطولات معاليه من اللحظة التي يبدا فيها معاليه ( التحضين ) و ( التقبيل ) وتوزيع الإبتسامات على الحضور والمشاركين وفي اللحظة التاريخية التي يقوم فيها معاليه بقص الشريط أو وضع حجر الأساس الخاص إذا كانت المناسبة إفتتاح مشروع مصحوبة ( بالتزقيف الحامي ) من السادة الحضور ثم تنتهي الفعالية بمقابلة تلفزيونية يكون امام معاليه فيها أكثر من ميكروفون لأكثر من قناة تلفزيونية وعلى مقربة كبيرة جدا من فمه الأمر الذي يجعل معاليه يواجه صعوبة احيانا في التنفس ومع ذلك فهو يسعى لان يكون ( منور ) و ( جنتل مان ) امام عدسات المصورين ويتحرى الدقة في إختيار العبارات المؤثرة والملفتة للإنتباه سواءا للسادة المشاهدين أو المستمعين أو القارئين تنبأ بمستقبل زاهر وواعد ومشرق للأردن والأردنيين ، وبعد ان ينهي معاليه لقاؤه مع السادة الصحافيين يودعنا معاليه ( بألله يعطيكوا العافية ) ...!!!!!
بالامس كنت أتمنى من التلفزيون الأردني وكافة الاجهزة الإعلامية الرسمية من ترويج قصة عامل الوطن الذي وجد حقيبة فيها نصف مليون ( يورور) في مطار الملكة علياء الدولي تماما كما يغطي وتغطي بطولات واخبار معاليه في جولاته الميدانية التفقدية وإفتتاحه للمشاريع التنموية ، فعلى الرغم من ( القرف ) الذي يتحمله هذا العامل في ظروفه المادية والمعيشية وحتى النظرة الفوقية التي نمارسه عليه في صباحه ومساءه وما يعانيه من مشقة في جمع ( زبالتنا ) إلا انه آثر في تسليم ما وجده لإدارة المطار ليضرب لنا مثلا في الأخلاص والامانة والنزاهة والمسؤولية للوطن والمواطن ، فعندما يكون لديك مواطن بهذه الصورة المشرقة فانه من الواجب على إعلام الوطن تسليط الضوء عليها في مقدمة النشرات الإخبارية والعناوين الرئيسية المنشورة في الصحف الرسمية فهو على الأقل يعطي إنطباع لكل من يتابع أخبار الأردن ان هنالك قصص شريفة ونزيهة في الأردن أكثر من تلك القصص المنشورة والموشحة بسواد الفساد والمفسدين التي أزكمت انوفنا وأذهبت عقولنا ، فقصة وبطولة هذا العامل بنظري تشكل عامل جذب سياحي لمن يهوى السياحة في العالم لو تم نشرها في الصحف الرسمية المنشورة باللغات الأجنبية تماما كما كنا نروج للبحر الميت ليكون أعجوبة من عجائب الدنيا السبع ، وفي نفس الوقت كنت أتمنى من الاجهزة والفعاليات السياحية الخاصة ان تبادر لتكريم هذا العامل الشريف على الأشهاد ولو بجزء يسير من المال ليجعلوا منه أنموذجا مشجعا لغيره من عمال الوطن لتكرار فعله في المرات القادمة ...!!!
في النهاية لا يسعني إلا أن اتقدم لمعالي عامل الوطن بالشكر على نقاءه وصفائه وحبه للوطن وكم كنت أتمنى من كل قلبي أن أقابل معاليك لاتشرف بقبلة أطبعها على جبينك فوالله يا عزيزي بان ذلك هو من منتهى التشريف بالنسبة لي فغيرك للأسف من (إياهم) أخذ منا القبل و ( التزقيف ) لنجده وبعد فترة من الزمن بانه كان حرامي وأنت رغم الكد والمعاناة ( طلعت ) إنسان مخلص لوطنك والأهم من ذلك أنك شريف ..!!!!